عبد الواحد السويّح - الطّائرُ الّذي يغنّي من داخلٍ القفص.. شعر

الملابسُ الّتي خلعتُها
ملابسُ ساحرٍ
ملابسُ نهارٍ
ملابسُ شاعرٍ يقفُ بينَ ساحرٍ ونهارٍ
سأتعرّى هذا المساءَ وسأحتفلُ بإشعالِ ٱخرِ قطعةٍ مِن ملابسي
يا حبيبي، مُرَّ عليَّ واتركْ حذوي المِرٱةَ:
(إنّي الآنَ طفلٌ ضيّعَ خذروفَهُ
وحِين وجدَهُ
كان قدِ انتهى وقتُ اللّعبِ)
لماذا تتمنّعُ هذا المساء، ورُؤياها ضجرٌ يتعجّبُ مِنه الضّجرُ؟
المساءُ السّاحرُ الّذي هَوَى عليَّ بِطرطوره يضربُني بِعصاه
مساءٌ حزينٌ كالنّهارٍ
مساءٌ غامضٌ كالنّهارِ
مساءٌ لا يُمسي
يطلُّ من داخلي على الدّنيا يضربُني بِعصاه:
(إنّي الٱنَ صيّادٌ يعجبُ من حُسن حظّهِ
يأخذ ويعجبُ
يأخذُ ويعجبُ
وحِين عادَ ليلاً إلى بيتِهِ، أخذَ فضيحةً وتعجّبَ مِن سوء الحظٍّ.)
الملابسُ الّتي خلعتُها
ملابسُ صيُادٍ
ملابسُ عصفورٍ
ملابسُ شاعرٍ يقِفُ بينَ صيّادٍ وعصفورٍ
سأتعرّى هذا المساءَ وسأحتفلُ بإشعال ٱخر قطعة من ملابسي
لماذا يلاحقونني؟
فجأةً تقترحُ المذيعةُ أن أشاهد معها عرضَ أزياء للشّتاءِ القادمِ
الأدهى والأمرّ أنّها عنْ قصدٍ تبتسمُ
- أنتَ معنا أم ضدّنا؟
- اِعترفْ
(اشتهيتُ أنْ أُقبّلَها ونحنُ على ضفافِ البحرِ والصّقيعِ
المطرُ ينتظرُ أن أقبّلَها
المطرُ ينتظرُ أن تقبّلني
المطرُ ينتظرُ أن تلتقيَ شفاهُنا...
نظرتْ إلى ساعتِها
لعنتُ البحرَ وشاركتُ في الهطولِ المطرَ)
الملابسُ الّتي خلعتُها
ملابسُ وردةٍ
ملابسُ شتاءٍ
ملابسُ شاعرٍ يقفُ بيْن وردةٍ وشتاءٍ
أنا لا أحتاجُ إليها هذا المساءَ فلماذا تتمنّعُ؟
هل لإشعالي ٱخر قطعة من ملابسي؟
- أنتَ معنا أم ضدّنا؟
- اِعترفْ
إنّي الٱنَ في قفصٍ قُدَّ مِن ريشي
لماذا لا أشعرُ بالحزن على صوتي؟
ولماذا يضاحكني البكاءُ؟
يا حبيبي مُرَّ عليَّ ولا تنسَ المِرٱةَ والْتقطْ عينيَّ لأشاهدَ قِطَعي الّتي تتراقصُ هذا المساءٓ
- أنتَ معنا أم ضدنا؟
- اعترفْ
يا حبيبي
هَل أكشفْ لهم عنْ سِرّنا؟
هل أحكِي كيف تسلّقتَني
كيْف وهبتَني الأنفاسَ
كيف أضفنا ثلجَ الوجدِ واحترقنا حقّا؟
يا حبيبي
كيف لا يرونكَ؟
فراغي قذفتُه بعيدا ودهشتي السّابقة علّقتُها على جبالٍ فخرّتْ لكَ
هذا المساءُ يطلُّ من داخلي عليَّ
يجلسُ على نار ملابسي
يتلو خَبري
إنّي
الٱنَ
أمامهم
في قفص قُدَّ مِن ريشي
قفص حزين كالنّهارِ
قفص غامض كالنّهارِ
قفص يأوي الأغنياتِ كلَّها
قفص صامت كالنّاسِ
إنّي
الٱنَ
أمامهم
حِينَ فتحوا القفصَ الّذي قُدَّ مِن ريشي ثمّ قالوا أنتَ حرٌّ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى