حمزة باشر - قُطنٌ يَلبَس جِلدَه الشفّاف..

إنها تُمطرُ، أكثر سِعة من أمس
هذا اليوم، ريشة طائر يتعالى
قطنٌ يلبس جِلده، أبيض
وجه الفلاح، أقلّ حموضة
وجه النهار، لإنها تمطر

إنهار البشري
خلف حصاده، كتب الضجر
الفرح، تيمة عُلّقتْ بالأرجل
هو الرقص، كتاب العابر
يجهلُ بداهة الأشياء،
من عمق هاتيك الفجوة،
صدى يصدأ، قال المسافرُ
أبغير الجُوعِ يُكْتَبُ الإنسان؟
بعد المطر، صفاء في السماء
أنجم تغري الهشاشة، فتكبر
أسماء تمشي، أقلّ لمعانا
هذا الضوء

وجه الفجر الرمادي
أفاق، كوخ يدرّب نفسه
تغنّي الغابات، من نغمة النسيم
جُبل الرجل الاستوائي، امتهن الفاقة
هذا الجيل، أقل خفوتا من أمس،
هذا اليوم، سورة في صوت "قُونٍ" يرتِلُ
أدعية العاهرة في وجه التعاسة
صرخة سكّير، لضياع الرؤية
إيمان فجر، تتلألأ الأنجم
زينة فتاة تمْسِكُ الوقت،
من صمت الزمن، دندن عابرُ
أبغيرِ الحُضُورِ كُتِبَ الارتحال؟

إنها تمطرُ،
قالت خاصرة الريح
وهي تذهب بالقطن، وتجيء
عينايَ دنيا صفاء وطيش، فاتن
ذاك المطرُ، أغنية المسافات
كتاب الأرض، فسحة جسد يتمرن
غياب الأجساد في الأشياء
لأنها تحلم، صمد الكوخ
بفرحة عمر امتطى نشوة الرقص
ويرقص، ليعطي القطن نسيج الدفء
ويرقص، أمام المطر المولع بالبياض
في فجر الحصاد، عند انحسار النهار
انكماش الأمس، ضجر اليوم
من رداء شفاف
يرقص أمام كوخ بوجه الزمن

حمزة باشر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى