محمود عبدالعزيز قاسم - رسالة مُتأخرة قليلاً للأديب الكبير محمد الماغوط، رداً على ما قاله في نصه الرائع: "سأُنجِبُ طِفلاً أُسميه آدم"

سأُنجِب طِفلاً لن أُعطيه اسماً ، لأن الأسامي التي قبِلت بهذا الواقع المُهين تُهمة ، سيحملُ هويةً بلا اسم ، سأطلب منه فضلاً وليس أمراً أنْ يدعي أمام المسلمين أن اِسمهُ عيسى ، وأمام المسيحين مُحمداً ، سيدعي أن اِسمهُ عُُمراً أما السنُة و علياً أمام الشيعة ، سيدعي إسلامه أمام المسيحيين و مسيحيته أما المسلمين ، سيدعي أنهُ شيعيٌ أمام السنة و سُنياً سيكون أمام الشيعة ، سيكون مُحِباً بِشدّة في مُجتمع الكارهين ، سأطلب منه أن يكون متطرفاً في مجتمع المعتدلين ومعتدِلاً في مجتمع المتطرفين ، أريده متمرداً أُريد تمرُده جوازاً لسفره ....
سأُعلمه أننا منْ أضعنا العروبة و جعلنا منها وهم وأنْ الإنسانية أصبحت وهماً أيضاً بِضعفنا وهوانِنا ، سأُعلِمهُ أنْ القبول بالجوعِ كافر و أنْ السُكوتَ عنْ الظُلمِ كافر و أن الانصياع للجهلِ كافر ...
سأُعلمه أن من أنجبتهُ أُنثى أكتمل جمال الكوكب بوجودِها ، سأجعله يلمسُ حُبي لَهَا وحينها لن توأد أنثى في هذا الكوكب ...
سأُعلِمهُ أن يتمرد على كُل شيء كما تمردتُ على نصِك الجميل والذي نالَ إعجاب علية القوم ، تمردتُ عليه كُلهُ بإستثناء " أريده أن لايعرف من الدين إلا أنه لله .. وأريده أن يعرف أن الوطن للجميع .. سأعلّمه أن الدين ما وقر في قلبه وصدقه وعمله "
أُريدُه أنْ يكون نِداً لِكلُ ما يؤذيه ، وإِن الخلل باقِ في المجتمع طالما قررنا القبول بِذلك ...
محمود عبدالعزيز قاسم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى