جمال امْحاول - كهفي في جسدي

أويتُ إلى داخل جسدي
أفتش عن شعلة
أُوقظ بها روحًا من حماسِ..
تتدلى عروقى يابسة
من داليةِ قلبٍ حساسِ..
أجمع ما تبقى من قطرات دمي
في قارورة منْ نحاسِ..
أُذخرها ليومٍ آتٍ
يُعلَنُ فيه عن الإفلاسِ..
أخرج من جسد كهفي
إلى كهف جسدي
قاصدا كهفَ ابن الفرناسِ..
كي يمنحني طائرتَه لأُحلق بها
بعيدا بعيدا،
خارج جسدِ اليَباسِ..
أحرر روحي
من قفص الوسواسِ..
وأبيع دمي
لمن لا يُقالُ له لا مساسِ..
إلى غير كهفي أمشي..
إلى غير سجني أمشي..
إلى وطني أمشي..
حُكم على كهفي البريء التعسِ..
بحفر بئرٍ، أُفرغَُ فيه همي ويأسيِ..
*****
وطني عفوك أعظمُ من
كل عفو الناس..
رجوت فيك الخير المنعمُ
وحلمت بك سيد الأوطان المقدمُ
و حاربت من أجلك غمَّا قظ نعاسي..
ورفعت رايتك
كي لا تدوسها زندقةٌ مبهمَة..
ولا منحطٌّ
يلحسُ سوطَ المظلمَة..
*****
فيك يا وطني
كهفُ تقاي المحايدِ..
فيك يا وطني
روحي و جسدِي..
فيك يا وطني
كانت نخوة أجدادِي..
فيك يا وطني جمَّلتُ
وعدّلتُ
ولحّنتُ كلمةً من أجمل الكلمِ..
لكنك رميتني..
أبكيتني..
جحدتني..
تركتني عرضت لتصريف مجرمِ..
بالله عليك ماذا أنا فاعل
بكثرة الأفعالِ..؟
بعد ما جرى من حقد مغلغلِ..
من تهميش..
وتحقير.. وتمييز.. وتذليلِ..؟
أيبدَّل الفعل لديَّ
بقولٍ مصاغٍ في الأقوالِ..؟
لا والله يا وطني
أعود إلى كهف جسدي
واحتبسُ فيه سنينا طِوالِ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى