د. عادل الأسطة - الست كورونا : أمراض اجتماعية وأمراض نفسية ( 160 )

أعتقد أن جائحة الكورونا ألقت بظلالها السلبية علينا ؛ الاجتماعية والنفسية . طبعا لا أستثني الأخطار الاقتصادية .
صار الواحد منا يشعر بالضيق كلما التقى بأقاربه أو معارفه في مكان ضيق وأخذ يحصي الحضور كما لو أنه تأثر بالشروط التي تفرضها الدولة أو المحافظة في صالات الأفراح أو في الجنازات .
تصور أن يموت لك قريب ولا تشارك في جنازته ، أو أن تزور بيت قريب ولا تمكث فيه أكثر من ساعة لأنك تلحظ ضيق المكان وكثرة من فيه !
أمس توفيت ابنة عمي ولم أذهب إلى جنازتها ، واليوم زرت أختي في بيتها الجديد وسرعان ما وجدتني أغادر ، لأنني صرت أحصي الأنفاس وعدد الأفراد وأمعن النظر في المساحة .
ربما صار الواحد منا مصابا ببرانويا من نوع خاص يصح أن تنعت ب " برانويا " الكورونا.
أول ما تصل إلى بيتك تغسل يديك وتفركهما بالصابون ثم تغلي الشومر واليانسون وقبل ذلك تشرب الماء الفاتر بالليمون و... وحين يصلي المصلون بساحة شقتك تغلق شبابيك البرندة خوفا من تسلل الفايروس اللعين.
كم كررت:
"ومن كتبت عليه خطا مشاها"
ثم وجدتني أتردد في مشي الخطا.
شئنا أم أبينا الكورونا ألقت بظلالها علينا وعملت بطريقة أو أخرى على تخريب أنفسنا الخربة أصلا . كأن لا يكفي أهل فلسطين انتدابات واحتلالات ووصايات وفساد وتنمر وتناحرات وسلاح غير شرعي و...
ومع ذلك سوف أتذكر قول محمود درويش:
" ولكني سوف أواصل مجرى النشيد ولو أن وردي أقل".
كم كان وردنا قليلا!! كم!!
مساء الخير
خربشات
١٥ / ١ / ٢٠٢١.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى