أمل عايد البابلي - أهبط بلا صوت..

على قدمين اثنتين
يضيق احتمال نحولهما
بكل وزن تحملانه.
أهبطُ بلا صوت
كأن الغيمة انطبقت على
شفاه الحائط
كأن ورقة غريبة لا تخرب
تيار الماء لو سقطت
سهواً على نهر مريب
أهبط بلا ضمان لعدم احتراقي
لأجل أن أحضن
القمر في اكتماله
وفي حُلّته السوداء
عندما يرتجف فتيله في سكرة الدخان
كغربة صغيرة، أتجرعها طيّبةً
في قدح أبيض
تسبت في معدتي مياهٌ ناعمة
أشعر بها،
لو تدري
كم أشعر بها
تلمس نهاية رأسي
كعربة صغيرة وكسيرة.
لا تساويها بحّة صوتك عند
غسق اليوم الذي لن تراني فيه
و كمرارة نبيذ
أشاهد لونه الأحمر يتبدّى
وأقول:
علّ دماءً منسيةً تكفي
لإيقاد شعلة قلبي
علّ قبساً نحيفاً
تولده حيوانات المزرعة المحترقة
بين عيونها يكلمني بسرية حلم
فعيونها العاكسة لمقدمك
أتتطلب أن
تشعل هذا المكان
حتى تحترق احداق تلك المخلوقات بلا هدف.
أشاهدكَ محبوسةً في كل مايمكنه أن يلمع
وعلى هدر طاقتي
أفقد جزءًا من عقلي
أسرّبه بين يديك
وأفتح صدري بمشرطٍ
حتى يمكنك الغوص الى أبعد ما تحدده طبيعة جسدك الضخم
لتخفي وجهك فلا أرى احداً يحتضنني
لا أرى طفلًا كلّ إيمانه أن لعبة المنزل لو انكسرت لا يحتاج اكثر من رفض لأعادة ماانفصل مني
تلمّسْ جبيني ...
لا لا تقُبله
قَبلك كانت أمي تقبله
فيضيء
هل تقدر على ذلك؟!
ليس على شاكلة هذه العروض
أنحني برأسي القديم
وأغلّفه بالخوف حتى لا يفتقد ضوءها لو سطعت شمس
لأنها تأخذ من وهجنا لك
في منازلتك مع عقلك
ستفقد اشياؤنا ملامحها بين الدم والشمس
وجرح صدري المفتوح
لن يضمد في سبيلك
ولا لأجلك
بل
لأجل هبوطك الذي قصّ جناحيّ
حيث صرت فيكم
ولست منكم
آنثى يقتلها العطش ظامئة
فلن تكفيني سماؤك المخلوطة بالموتى لأعيش بحرية
أحتضنك
وهمّي يكبّلني
بالقوة التي تسمع بها الفراغ يرقص على بعضه.
.
.
.
.... امل عايد البابلي
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى