أمل عايد البابلي - السيدة في اللوحة الزيتية..

في حلمي وأنا أنتظره كلّ ليلة سيكون جيد جدًا إختراق الصمت بمزاج هادئ بعد أن كان مزاحي ومزاجه جنوناً في جنون
سأمشي بعيداً في مكان مشيت عليه من قبل
مكانٌ لا تطأه الا أقدامه .
غير أن مزاجي الهادئ مثل بِركةٌ صامتة بأنينها الساكن بعد العاصفة
يجمّعُ كل ذاك الصخب
الذي قضيت به أيام حياتي معه
الأمر غير إعتيادي ..
أن تمشي اقدامي بهدوء والعقل يستحضر ساعاته المجنونة
ضربات الساعات الحائطية ذات الروح الشابّة فيه يفرغها لساني من التعبير.
- قالت والدة فتاة أعرفها ذات يوم أن ابنتها انعكاس حيّ لصورةِ السيدة في اللوحة الزيتية
وفيما كانت تكمل باقي كلامها
راجعت في إنصاتي كل مديح تلقيته منه خلال فترة ادراكي لحبه
وخرجت بالإنعكاس الحقيقي للوجه الآخر للسيدة (الإنموذج) في لوحة الجدار
والواقع أن مشيتي نفسها لا تفصح عن المكان الذي قدمت اليه معه
فمن هذه الناحية إذن لايمكن أن أشعر بالغربة حتى لو حاولت.
هذا عدا أنني جئت بإرادتي مصاحبة له لأجل أمر لا ضمان فيه، لا بل حلّقت
وأعرف من عساه يخرج من ذلك الجحيم المغلق؟
مادمت هنا فلن يكون لي حق التفكير أو الاعتراض
في السؤال عن جنايتي
وطرحه بهذه الطريقة المتأخرة يفضح إستعجالي في أمر كنت أنا أتثبت منه كلّ لقاء
لكني فضلّت اختيار الخسارة بينما أشعر بالغبطة لأن الرجل الذي يعرفني ولا يعرفني حتمًا قد نزل من قبل في نفس هذا الطريق.
وأنا في كل مكان دون أن يعرف هو أنني جئتُ مملوءة الجسد بروحينا الى هنا.
فارغة الجسد وممتلئة به
هو بمواعيده القلقة
في هذا الحلم الذي استدعاني هو إليه
أو استدعيته أنا إليه
لم يتبقَ عندي غير أن التقيه روحاً لا جسداً
فلا أمل عندي في رؤيته ولا لمسه لأن روحه
روحه فقط هي
التي تنمو فيّ الان
وليس غدا .
.
.
.
.... امل عايد البابلي
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى