رسائل من فرنسيين الى رفاعة الطهطاوي

من الفقير إلى رحمة ربه، سبحانه وتعالى، إلى المحب العزيز المكرم والأخ المعز المحترم الشيخ الرفيع رفاعة الطهطاوي، صانه الله، عز وجل، من كل مكروه وشر، وجعله من ذوي العافية وأصحاب السعادة والخير.
أما بعد،
فإن القطعة التي أكملت المطالعة فيها من كتابك النفيس وحوادث إقامتك في باريس رددتها إليك على يد غلامك، ويصلك صحبتها حاشية مني على ما تقوله في باب الفعل في لغتنا الفرنساوية، فإذا نظرت فيها تبين لك صحة ما نستعمله من صيغة الفعل الماضي، فمن الواجب عليك أن تصنف كتاباً يشتمل على نحو اللغة الفرنساوية المتداولة عند أمم أوروبا كلها وفي ممالكها حتى يهتدي أهل مصر إلى موارد تصانيفنا في فنون العلوم والصناعات ومسالكها، فإنه يعود لك في بلادك أعظم الفخر، ويجعلك عند القرون الآتية دائم الذكر ودمت سالماً.
كتبه المحب سلوستري دساساي".


**

إلى حبيبنا الشيخ رفاعة الطهطاوي، حفظه الله وأبقاه،
أما بعد،

فإنه سيصلك مع هذا ما طلبته منا من الشهادة بأننا قرأنا الكتاب المشتمل على حوادث سفرك، وكل ما أمعنت فيه النظر من أخلاق الفرنساوية وعوائدهم وسياساتهم وقواعد دينهم وآدابهم وجدناه مليحاً مفيداً، يروق الناظر فيه، ويعجب من وقف عليه، ولا بأس أن تعرض خط يدنا على مسيو " جومار "، وإن شاء الله يحصل لك بمصنفك هذا حظوة عند حضرة سعادة الباشا، وينعم عليك بما أنت أهله، ودمت على أحسن حال.
محبك الداعي سلوسترى دساسى الباريزي".

***

من الفقير إلى رحمة ربه، سبحانه وتعالى، إلى المحب العزيز المكرم والأخ المعز المحترم الشيخ الرفيع رفاعة الطهطاوي، صانه الله، عز وجل، من كل مكروه وشر، وجعله من ذوي العافية وأصحاب السعادة والخير.
أما بعد،

فإن القطعة التي أكملت المطالعة فيها من كتابك النفيس وحوادث إقامتك في باريس رددتها إليك على يد غلامك، ويصلك صحبتها حاشية مني على ما تقوله في باب الفعل في لغتنا الفرنساوية، فإذا نظرت فيها تبين لك صحة ما نستعمله من صيغة الفعل الماضي، فمن الواجب عليك أن تصنف كتاباً يشتمل على نحو اللغة الفرنساوية المتداولة عند أمم أوروبا كلها وفي ممالكها حتى يهتدي أهل مصر إلى موارد تصانيفنا في فنون العلوم والصناعات ومسالكها، فإنه يعود لك في بلادك أعظم الفخر، ويجعلك عند القرون الآتية دائم الذكر ودمت سالماً. كتبه المحب سلوستري دساساي". انتهى.

***

إلى حبيبنا الشيخ رفاعة الطهطاوي، حفظه الله وأبقاه،
أما بعد،
فإنه سيصلك مع هذا ما طلبته منا من الشهادة بأننا قرأنا الكتاب المشتمل على حوادث سفرك، وكل ما أمعنت فيه النظر من أخلاق الفرنساوية وعوائدهم وسياساتهم وقواعد دينهم وآدابهم وجدناه مليحاً مفيداً، يروق الناظر فيه، ويعجب من وقف عليه، ولا بأس أن تعرض خط يدنا على مسيو " جومار "، وإن شاء الله يحصل لك بمصنفك هذا حظوة عند حضرة سعادة الباشا، وينعم عليك بما أنت أهله، ودمت على أحسن حال.
محبك الداعي سلوسترى دساسى الباريزي".

***

رسالة من مسيو " جومار "

" لما أراد مسيو رفاعة أن اطلع على كتاب سفره، المؤلف باللغة العربية قرأت هذا التاريخ، إلا اليسيرمنه، فحق لي أن أقول: إنه يظهر لي أن صناعة ترتيبه عظيمة، وأن منه يفهم إخوانه من أهل بلاده فهماً صحيحاً عوائدنا وأمورنا الدينية والسياسية والعلمية، ولكنه يشتمل على بعض أوهام إسلامية. ومن هذا الكتاب يعرف علم هيئة العالم، وبه يستدل على أن المؤلف جيد النقد، سليم الفهم، غير أنه ربما حكم على سائر أهل فرنسا بما لا يحكم به إلا على أهل باريس والمدن الكبيرة، ولكن هذه نتيجة متولدة ضرورة من حالته التي هو عليها، حيث لم يطلع على غير باريس وبعض المدن. وقد حرص في باب العلوم على ذكر المعلومات توطئة للتوصل إلى المجهولات، خصوصاً في نبذته المتعلقة بعلم الحساب، وبهيئة الدنيا. وعبارة هذا الكتاب في الغالب واضحة غير متكلف فيها التنميق كما يليق بمسائل هذا الكتاب، وليست دائماً صحيحة بالنسبة لقواعد العربية، ولعل سبب ذلك أنه استعجل في تسديده، وإنه سيصلحه عند تبييضه. وفي التكلم على علم الشعر ذكر، استطراداً، بعض أشعار عربية أجنبية من موضوع هذا الكتاب، على ما يظهر لي، لكنه ربما أعجب ذلك إخوانه من أهل بلاده. وفي الكلام على تفضيل الصورة المدورة على غيرها من الأشكال ذكر بعض أشياء قليلة الجدوى، فينبغي له حذفها. وما ذكرت هذه الأشياء وبينتها هذا التبيين إلا للإعلام بأني دققت النظر في قراءتي هذا الكتاب.
وبالجملة، فقد بان لي أن مسيو رفاعة أحسن صرف زمنه مدة إقامته في فرانسا، وأنه اكتسب فيها معارف عظيمة، وتمكن منها كل التمكن، حتى تأهل لأن يكون نافعاً في بلاده، وقد شهدت له بذلك عن طيب نفس، وله عندي منزلة عظيمة، ومحبة جسيمة.

البارون سلوسترى دساسى.

باريس في شهر فبريه سنة 1831- 19 في شعبان سنة 1246".

***

" بعد إهداء السلام إلى مسيو رفاعة. يحصل لي حظ عظيم إذا جاء عندي يوم الاثنين الآتي والساعة في 3 إن أمكنه أن يسرني برؤيتي له لحيظات لطيفة، ويحصل لي أيضاً غاية الانبساط إذا بعث لي أخباره بعد وصوله إلى القاهرة، فإذا لم يتيسر لي رؤيته طلبت له طريق السلامة، ولا أزال أتذكر دائماً آثاره واستنشق أخباره، مع انجذاب قلب وانشراح صدر.

"البارون سلوسترى دساسى".

***

من مسيو " كوسين دي برسوال "، مدرس اللغة العربية المتداولة في المحاورات، المشهورة باسم " الدارجة " عند العامة، بدار كتب خانة السلطانية بباريس

حضرة المحب العزيز الأكرم. الفصيح اللسان والقلم، جناب الشيخ رفاعة المحترم، حفظه الله، آمين.

بعد إهدائكم السلام، ومزيد التحية والإكرام، فقد ورد علينا عزيز مكتوبكم البارحة، فبادرنا بقضاء حاجتكم، فواصل لكم طيه تحرير يحتوي على رأينا في كتاب حوادث سفركم الذي تفضلتم علينا باطلاعنا عليه، وبالحقيقة قلنا مثل ما هو اعتقادنا، وشرحنا ما وجدنا فيه من المحاسن، وأما بخصوص المذام فما لقينا من ذلك شيئاً، وحيث أنكم عازمون على السفر في آخر هذا الشهر فالمأمول من حسن محبتكم أنكم بعد وصولكم بالسلامة إلى بلادكم لا تخرجونا من خاطركم، وتواصلونا بالإعلام بصحتكم، ونترجاكم أيضاً أنه إذا طبع كتابكم تبعثوا لنا منه نسخة، وبذلك تصيروننا ممنونين، ولأفضالكم شاكرين. والله تعالى يحفظكم، والسلام".

" محبكم كوسين دي برسوال 24 شباط ( ) 1831".

***

من مسيو " جومار " باللغة الفرنساوية ليخبره برأيه في هذه الرحلة:
" قرأت بالتأمل مؤلف الشيخ رفاعة الملقب : ( بتخليص الإبريز في تلخيص باريز ) فوجدته يتضمن حكاية صغيرة في سفر المصريين المبعوثين إلى فرانسا من طرف وزير مصر الحاج محمد علي باشا، وتشتمل على تخطيط مدينة باريز، وعلى نبذات مؤخرة في جملة فروع من العلوم المطلوبة التعليم من هؤلاء التلامذة، وقد ظهر لي أن هذا التأليف يستحق كثيراً من المدح، وأنه مصنوع على وجه يكون به نفع عظيم لأهالي بلد المؤلف، فإنه أهدى لهم نبذات صحيحة من فنون فرانسا وعوائدها وأخلاق أهلها وسياسة دولتها، ولما رأى أن وطنه أدنى من بلاد أوروبا في العلوم البشرية والفنون النافعة أظهر التأسف على ذلك، وأراد أن يوقظ بكتابه أهل الإسلام، ويدخل عندهم الرغبة في المعارف المفيدة، ويولد عندهم محبة تعلم التمدن الإفرنجي، والترقي في صنائع المعاش. وما تكلم عليه من المباني السلطانية والتعليمات وغيرها أراد أن يذكر به لأهالي بلده أنه ينبغي لهم تقليد ذلك. وما نظر فيه في بعض العبارات يدل في الغالب على سلامة عقله، وخلوه من التعسف والتحامل، وعبارة هذا الكتاب بسيطة. أي غير متكلف فيها التنميق، ومع ذلك فهي لطيفة، وحين كانت نسخة هذا الكتاب بيدي كان الجزء الذي يتعلق بالعلوم والفنون غير تام. فما رأيت منه إلا نبذة في الرياضيات وعلم هيئة الدنيا ومبادئ أصول الهندسة والجغرافيا الطبيعية. فهذه النبذات، وإن كانت موجزة، إلا أنها مشبعة. فيترجى أن المؤلف يدوم على تأليف النبذات الباقية بهذه المثابة، وإذا اجتمعت هذه النبذات في هذا الكتاب فإنها تكون كتاب علوم مستقل. مفتاحاً لغيره من العلوم، نافعاً لأهل العربية، وإذا فرغ الكتاب بهذه الطريقة فإنه يستدل به على رفعة عقل مؤلفه واتساع دائرة معرفته. كوسين دي برسوال".
فإذا قابلت هذا المكتوب مع ما تقدم رأيت أن مسيو دساسى ومسيو كوسين اتفقا على حسن هذا الكتاب، وعلى بساطة عبارته. أي عدم التأنق فيها، وعلى نفعه لأهل مصر. وإنما مسيو دساسى أعابه بثلاثة أشياء: الأول: اشتماله على بعض مسائل يعتقد أنها من أوهام الإسلام. الثاني: جعلنا ما ينسب لمدينة باريس وغيرها من المدن عاماً لسائر بلاد فرانسا. الثالث: ذكرنا بعض أشياء قليلة الجدوى عند تفضيل الشكل المدور على غيره من الأشكال.
أما مسيو كوسين فإنه لم يتعرض لما جعله مسيو دساسى من باب الأوهام، ولما تحدثت معه في شأنه أجابني بأنه لم ير ذلك مضراً. حيث أني كتبت على ما هو في اعتقادي، وإلا لو تتبعت ما قاله الإفرنج ووافقت آراءهم للحياء أو غيره لكان ذلك محض موالسة. وأما قوله كمسيو دساسي: إن عبارة هذا الكتاب بسيطة، فمعناه أن تراكيبه لم يحاول فيها سلوك طريق البلاغة. يقال عند علماء الفرنساوية: عبارة بسيطة في مقابلة العبارة البليغة.
ولنذكر لك هنا رسالة من شخص كان بيني وبينه محبة أكيدة، وصورة اجتماعي بهذا الشخص أني دخلت مكتبة لقراءة " الكازيطات "، أي الوقائع اليومية، فتعرفت بهذا الشخص الذي هو "محاسبجي" في وزارة الخزينة المالية، وأخوه مأمور " دبرطمانه " يعني إقليماً من أقاليم الفرنساوية، وهو من بدنة عظيمة تسمى " السلادانية " نسبة إلى " سلادان "، يعني صلاح الدين، يتوهمون أنهم ينتسبون إلى السلطان صلاح الدين الأيوبي، قائلين أنه يحتمل أن يكون حين محاربته مع الإفرنج تسري بفرنساوية فحملت منه ثم انطلقت إلى بلادها فبقي الاسم في أولادها، وذراريها إلى الآن! ثم أني كما تعرفت به تعرفت بسائر أقاربه، ولا زلت معهم على الصحة الأكيدة مدة إقامتي في باريس، فلما سافرت كان عند أخيه المأمور في إقليم الترك في مدينة يقال لها إلبى، فأرسل إليَ هذا المكتوب

***

" إلى حضرة عزيزنا الشيخ رفاعة، قد سلمت أمانتك لابن شيخ المأمورية ليعطيها لك، فانتظرها بعد وصول هذا المكتوب بزمن يسير. وقد وكلني أخي بأن أخبرك بثنائه عليك على ما صنعته معه من الجميل في إعارتك له هذه الأمانة، وأن أهنيك على بلوغك المأمول. هل عن قريب تفارقنا لترى وطنك العزيز، فإن شاء الله تجتمع بما تركته فيه من الأقارب والأحباب. وتجده بخير، فقد بلغني أن سفرك قد قرب جداً حتى أنني لا أظن أن أقابلك في مدينة باريس، ولكن لو سافرت قبل هذا الزمن بيسير لاجتمعنا في مرسيليا وودعتك في آخر مدينة من مدن الفرنساوية تعبر فيها في سفرك، ولو تأخر سفرك مدة يسيرة لافترقنا في مدينة باريس التي كان بها أول اجتماعنا، ولا أدري إن كان التلاقي مقداراً أم لا، ولكن تقلبات الدهر كثيرة خصوصاً للإفرنج. فلا يمكنني أن أجزم بعدم الاجتماع. وبالجملة، فلا شك أنك تركت في فرانسا صديقاً يتذكرك ويتأثر لك بما يقع لك من النفع والضرر، ويسر غاية المسرة إذا بلغه انك تحظى في بلادك بثمرة فضلك وأوصافك، وليت شعري ترجع إلى بلادك بأي اعتقاد في طبيعة الفرنساوية. فقد رأيت هذه الملة في وقت ينبغي أن يكون تاريخاً من غرائب سيرها. وأظن أنك تسأل في بلادك مراراً عديدة عن هذه الفتنة العظيمة. ونصرة الفرنساوية في طلب الحرية، فإذا وقع اتفاقاً أن سفرك توقف مدة أيام فمأمولي أن أراك في مدينة باريس. وإلا فأرجو منك أن لا تسافر حتى تودعني بلسان القلم بمحبتي لك غاية المحبة ".
" جول سلادان "

***

" إلى مسيو الشيخ رفاعة. قد حملني مسيو " دينغ " أن أسأل عن ترجمتك لكتاب العلوم الصغير المشتمل على أخلاق الأمم وعوائدهم وآدابهم، لأن مسيو " دينغ " مؤلف هذا الكتاب. فإذا كانت ترجمتك تنطبع في مصر هل يتيسر لمؤلف الأصل أن يقيد اسمه لتحصيل عدة نسخ من نسخ هذا الكتاب بالشراء؟ ونعرفك أنك تخبرنا من أي محل وصلت في الترجمة من المجلد الأول من جغرافيا ملطبرون، فإن هذا الجزء الآن يطبع طبعاً آخر مصححاً مشتملاً على زيادات لا توجد في الأول، فلا بأس أن نحيطك به علماً، فإنه يكمل طبعه في أثناء هذا الشهر. ومني إليك مزيد التحية ".
محبك الصادق " رنو " بخزانة الكتب السلطانية، بباريز ".

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى