أيمن دراوشة - معاناة ومعايير من جمال في قصيدة الشاعرة الأردنية عبير الشخشير

في تلك العودة للشاعرة عبير تتشابك في أطلالها وذكرياتها وتتركب من مقاطع متباينة يمكن أن يشكل معهما وبهما - رمزا إسقاطيا- يتجاوز الدلالة المحسة ( الذكريات - الطلل) ليكون ذلك الملاذ الروحي والذي هو خصيصة رومنسية والذي يختلف تشكله وتتعدد صوره، العزلة - الطبيعة - الذكرى - المحبوب ... ولكنها جميعا إحدى حبات العقد في المنظومة الرومنسية، وعند عبير يتكون الرمز الإسقاطي من خلال هذين المحورين ذكرى - حلم ، وكلاهما تغادر ماديتهما وتفارقان حسيتهما ، وتلحق فنيا بالمحبوب والذكريات المفقودة وتتبادل المعادلة الإسقاطية عْشَقُت بَوْحِي لِأَنَّكَ فِيهِ أجْمَلَ أَبْجَدِيَّاتِي ..
فَكَيْفَ بِهَا لا تَكُونُ الْأَجْمَلْ ..
وَ هِيَ تَحْمِلُ أَبْهَى الْأَبْجَدِيَّةَ ..
وَ أَغْنَاها بَيْنَ الْأَبْجَدِيَّات ..

إنه التمازج والتوسل الوجداني أملا وحلما وتبادلا شعوريا ولا شعوريا ، تشي بسرها وتوحي برمزها مما يشي باللاشعور القابع خلف الدلالة الرامزة :ينزف الصمت شوقا
في الغياب
ليعتلي صهوة العشق جنونا
و يغزل من ٱهاتنا
المجدولة بصخب المشاعر
أعذب النبضات
و أشهى الهمسات
ألا ليتهم بالقرب منا يكونون

أمانينا كما الأحلام وردية زاهية
أما الواقع كما القهوة السادة هو
أسود اللون مر المذاق
---------------------------------------------------------
النص كاملا:
لك أنت وحدك
......................................
بقلم : عبير ربحي الشخشير
......................................
(1)
نمتطي صهوة العشق في شهقة الانتظار
تصحبنا النجوم على هدب المساء
نحلق على أكف الفرح
و نغفو على وسائد الذكريات
علنا نعانق بعضا من أنفاسهم هناك
كلما جن الحنين اليهم
(2)
تحملني إليك ضفائر الذكريات
فوق كل الدروب
تحلق بي
إلى حيث أطلال و ذكريات
(3)
لو تدري حبيبي
كيف بها إليك النبضات تهفو
على غير هدى أو دليل
باسمك تهذي
و بك تكون
يا أجمل العاشقين
(4)
ينزف الصمت شوقا
في الغياب
ليعتلي صهوة العشق جنونا
و يغزل من ٱهاتنا
المجدولة بصخب المشاعر
أعذب النبضات
و أشهى الهمسات
ألا ليتهم بالقرب منا يكونون
(5)
ماضية أنا إلى حلمي
خاوية الوفاض
إلا منك
علها دروب الماضي
التي مررنا بها يوما
تحملنا إليها
عبر بواية الذكريات
إلى حيث كنا يوما
و كان الحب ذاك
(6)
أنتم ..
با من استبحتم ثغر القصيدة ..
عودوا الى رشدكم ..
قبل سقوط ثغرها الغض ..
في وديان أنتم من أوجدها ..
وزرع فيها تبغا و دخانا ..
وأحرقتم معها أوراق البردى ..
ويا من جعلتم منها ..
لفافة تبغ ..
تذروها الريح ..
كلما هبت معها ..
نسمات تحمل لحن الحياة ..
(7)
عْشَقُت بَوْحِي لِأَنَّكَ فِيهِ أجْمَلَ أَبْجَدِيَّاتِي ..
فَكَيْفَ بِهَا لا تَكُونُ الْأَجْمَلْ ..
وَهِيَ تَحْمِلُ أَبْهَى الْأَبْجَدِيَّةَ ..
وَأَغْنَاها بٍَيْنَ الْأَبْجَدِيَّات ..
(8)
دعني أنفث نيرانا
تستعر في صدري
لتنزف لحنا شجيا
يداعب النغمات
و يسطر على صفحات الزمان
أجمل نوتات الحنين
و أعذب همسات العاشقين
والنايات
يا أنت
(9)
ينزف الصمت شوقا
في الغياب
ليعتلي صهوة العشق جنونا
و يغزل من ٱهاتنا
المجدولة بصخب المشاعر
أعذب النبضات
و أشهى الهمسات
ألا ليتهم بالقرب منا يكونون
(10)
أمانينا كما الأحلام وردية زاهية
أما الواقع كما القهوة السادة هو
أسود اللون مر المذاق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى