حمزة باشر - ذات يوم ما..

ذات يوم ما
في مثل هذا الوقت
عند الصباح
ذاك يوم آخر
أجثو مليّا لأنعش تعبي الفضي
عودي المرافق للوجع
ذاكرتي التي تتحطم
امرأة التي تربي نهدها بفم الحليب
تمشي، في وسط الشارع
شاعر يتفقد الجدار
ضاعت ساكنة الأخرى
بين ذاك الجدار
وذا الجدار، يهب الظل
ممتدا بداخل جسدي الآثم
منذ لعنته الأولى، تجرّه الكلاب
تقاسمته الأرض، تشظى في ثوبه
الملعون، ذاك التراخي القاتل
هو وجعي الآخر، يضيع
في ظلي الذي ينهض
من عمق ذاك الكوخ
ترسمني ألواني التي اقتبست رزاز الضوء
نقشٌ على قدم الظهيرة، عند باب الدار
تهادى الظل، يجلس المارة في حذر، يتحسس
أقدامه الغائرة، ذاك الغراب
لم يعهد فجر البكارة،
وليد الزمن العصري
أسير صوته المبهوت
غاشم، ذاك الظل
في ألوانه الأخرى
فتيل ينخر، صمت يتآكل وقت الزحف
علوّ يطل من علِ، جدار آخر
ذاك الظل، كم أخفى ساكنة وراء الصمت
في حضوره الطاغي،
أرغمني على الموت: في داخل الكوخ
نص القصيدة، أسير استعارات تغتال الكلام
بلاغة تقتل المعنى، ذاك الظل
كم أجبرني على قول لا، وقت الفوات...
انهالت عليّ
على بُعد لونين منّي
دنستني صورتي الأخرى
انهار وقوفي الشامخ
وسط كوم من التعب
ضعت في جسدي الذي يئن
علميني أيتها الأرض
من صباحات "قورنق" العاتية
لا شيء يرافقني
غير الظلال
وليلي الذي ينخر في الأعمق
لا يرهقني الظلام، ذاك السواد
وليد زفرة طائشة، ستنقشع
صورتها الهالكة
"سيزير" ينشط
تلك التي أقولها لا
هي وجعكَ الممتد
فجرك الذي دنسته أرضك
أقلام كوخك التي باعت الأدغال
شرق البحر، غرب الماء
هو جسدك الذي يتمدد
جدارك الصلب، وقوف قلبك الشامخ
في وجه الطغيان، رسمت بسمتك المدوية
حين رحلت، هبّت بعدك الأرض معلنة،
لا "للظلال"
عندها مدّ "الليل" جناحه،
تفشى في "الظلام"
أرهقني التفافه الذي دنّس الأرجل
صِحتُ بعد الأرض، معلنا
لا، لتلك الصور المتعددة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى