مصطفى المحبوب - كلما نهضت صباحا

كلما نهضت صباحا
أتجنب النظر إلى صحون أصدقائي
لا أحرض حروفي على سرقة معالق
لأضعها على مائدة مطبخي. ..
أشعر بالجبن وأنا أدعو ضيوفي للأكل
من مجازات مشبوهة ..
لم أتوفق في اختيار مهنتي
حاولت جاهدا أن أقنع معلمي بأني
لا أحب الرياضيات أو الحساب
لا أحب الأشياء التي تفضل اجتياز طريق مستقيم
لا أحب الأرقام النحيفة
حتى تاريخ ميلادي أصبحت أحتاط منه
أصبحت أفكر في حيل لنسيانه
لأنه لا يمهلني حتى أقوم بعملية إحصاء
لأنه لا يعطني فرصة حتى يوم غد ..
كلما نهضت من فراشي
أعثر على غرباء
يحاولون الإبتسام في وجهي
ليس عندي ما أمنحهم هذا الصباح
أحلام الليلة الماضية كانت بسيطة و بخيلة
لم أعثر على محفظة نقود أو ساعة يدوية ..
كل الأزقة التي مررت بها كانت فارغة ..
تأسفت ووعدهم بالمحبة إذا تحسنت أوضاعي..
أحاول إقناع نفسي بعدم الصراخ
أعتبر هذا من شيمي ومن الأشياء القليلة
التي تبقت لي منذ أن غادرت المدرسة
بوسعي التظاهر
بالغباء والرعونة
لأستحوذ على
حصة جيراني من الماء والكهرباء ..
لكن غالبا ما أقنع نفسي
حينما تستعطفني
نظرات صغار الحي
فأعيد صراخي إلى جيبي وأنسحب...
المصطفى المحبوب
المغرب ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى