رسالة الشاعر الأب يوسف سعيد الى عدنان محسن

الحوار المتمدن - موبايل


الديوان الذي أخرجتموه إلى الوجود، لتمارس كلماته ماء الحياة منشولا من جداولها، الآن قبيل ساعات سلمني إياه ساعي البريد. أدهشني العنوان قبل مطالعته، تُرى لو كان عنوانه ( الخ )، أو ( له صلة ) أو ( له بقية ) كلها تنبض بالجمال اللغوي. أسئلتك الشاعرية مبطنة بانباض الفلسفة. سؤلك سؤال شاعري، وجوابك فلسفي (...) ولعلك تؤمن بفلسفة ( أيها الإنسان أعرف نفسك ) أو بعبارة مقتضبة : أعرف نفسك، واليك هذا الحوار الذي توقفت عند حافاته، وبلغني سربال الدهشة وتغرفني بحور الكلمات المقتضبة :
قدري
أن أسلك خاتمتي
وسبيلي كي أجعل منك شبيها
هو أن أجمع بعضي فيك
أو أن أجعل منك سواك.
في السطر الأول المكوّن من كلمة ( قدري) تتحدث مع نفسك للوصول إلى النهاية السعيدة، وفي عوالم هذه الخاتمة التي هي خاتمتك يُخلق الشخص الثاني، وفي السطر الثالث يتكرر الثاني، أما في السطر الخامس فهناك شخص ثالث، الثالوث في التعبير اللاهوتي، فكلمة سواك هي في الحقيقة الثاني لكنه سال بالثالث وعوالمه البعيدة الغريبة.وإن دلّ هذا على شيء، فيدل على الروعة التي تحتبسها في أعماقك.
أتوسد بالآخرين
وأنام معي
أيها الصباح لماذا تقودني بالرغم عنّي إليّ
أيها الماء لماذا بايعتني في العباب
وأنكرتني في السواحل
ايها الشبيه كيف ضيعتني على مقربة من سواي
في أقصى النهار تخرج من عزلتها الشمس
كي تنام بآلاف الكواكب في يدي
سأمضي بعيدا حيث لا تجري الرؤوس فوق أشلائنا
ولا يمشي فوقها الآخرون.
الكلمة الشعرية التي تمارسها تبدو لي خلقا جديدا.حياة لا يحدها طوفان الغرق، عهود من رحمة تتدفق من خاصرة العبارة. الكلمة ، السطر، كأنها بالمثاقيل، مقتضبة، لكنها فاعلة، ومعبأة بإكسير الحياة . كأنها مجد القديسين.
يبقى الشاعر وحده يحمل صولجان الرهبة، امتناني لديوانك المهدى إلي، ربما لا أستحقه، واسلم لمن يسرّه التعرف بك.
الأب يوسف سعيد
22 شباط 1995


ملاحظة : ( ...) هذا قطع لأني لم أتمكن من فهم الجملة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى