فلسفة الطفولة... تقود للتفكير الفلسفي بالمدارس

الأطفال هما راشدين صغار أي أن الطفل هو شخص غير ناضج لديه القدرة الطبيعية للنمو لشخص ناضج بنفس التركيب والشكل والوظائف التي يمتلكها الراشد السوي. وهما صغار البشر يتمتعون بمكانة أخلاقية معينة.​

تهدف فلسفة الطفولة لتعليم التفكير الفلسفي للأطفال من أجل تكوين شخصية مستقلة بذاتها عند الطفل فيصبح لديه المقدرة على التصرف بدون مخاوف، كذلك قدرته على التعلم، والثقة بالنفس. ولكي يتمكن الطفل من التفكير الفلسفي يحتاج لمجموعة من الأدوات من بينها:​

القدرة على استخدام السؤال المفتوح بدلًا من السؤال المغلق، كذلك القدرة على التجريد أي أن يفكر الطفل بطريقة مفاهمية؛ فيستطيع من خلال قصة ما أن يستخرج المفهوم الأساسي في هذه القصة ويحاوله إلى فكرة عامة. ومن ثم يتم مناقشة الفكرة بشكل جماعي.​

الفرق بين التعليم التلقيني والتعليم الفلسفي.. في التعليم التلقيني يحدث التركيز على المعرفة؛ وبالتالي أن سؤال المعرفة اساسي،لكنه لا يحفز التفاعل القيمي والمفاهيمي مع العالم؛ فسؤال المعرفة مغلق ومرهون بإجابة واحدة. أما السؤال الفلسفي يفتح نوافذ التأمل والتفكير ويستحوذ على مساحات مُلهمة ولا نهائية بالنقاش. فعقلية الطفل تتسأل عما يدور حوله كـ ( لماذا السماء زرقة اللون؟، لماذا خلقت على هذه الهيئة ولم أكن كشكل قطتي لأني أحبها؟).​

نحن بالماضي كنا نمنع أطفالنا من التسأل بأشياء معينة، وخاصة أمام الآخرين ونطلب أن يتقبلوا ما نحكم عليه إنه صح، كذلك الابتعاد عما نوصفه بالخطأ. العيب ليس بهم، لكننا عاجزين على توصيل ما نعرفه إليهم فنسكت بهم روح الطفولة المتسألة التي من وظائفها خلق الابداع. وعلينا أن نستخدم التفكير الفلسفي من خلال الخيال الخلاق الذي يعتبر مصدر اساسي لأي قدرة على التفلسف وذلك بعقلية طرح التسأل (ماذا، لو).​

فلسفة الأخلاق عند الطفل: هي فرع من فروع الفلسفة يهتم بفهم السلوك الأخلاقي، ويقدم تسأؤلات موضوعية تخص الظروف و المعضلات الأخلاقية، ليس الهدف هو التنظير لفعل الصواب؛ لذا على المعلم أن يحاول فقط بمساعدة الطفل لفهم خيارته الأخلاقية. وكيف تكون هذه الخيارات؟، وهل هذه الخيارات قابلة لتحليل والنقد والتعليل؟​

القيمة المضافة من التعليم الاخلاقي: هي القدرة على الوزن بين الخيارات الخاص والعام، وبين الجزء والكل. وطرح تساؤلات كـ ( من أنا في العالم الكبير، كيف يجب أن اتصرف سلوكيًا بشكل فاضل بٌنائًا على المعطيات التي أمتلكها. علاوة على ذلك اقيم النتائج ومدى تأثيرها عليَ.كما أُزن بين دوري وحقوق الأخرين واحترام المختلف عني.​
وذلك عن طريق عرض لطفل قصة بها علامة فارقة بين الصواب والخطأ. وتكون تلك القصة مجرد لُعبة ذهنية لتميز بين المنطقة الرمادية التي يحتاج فيها الطفل أن يميز بين ماهو صواب وخطأ والعلامة الفارقة بينهما. وتعتبر هذه المنطقة غاية في الاهمية لأن الحياة تقع بتلك المنطقة. ان الاستماع الطفل للمثل هذه القصص بهدف البناء وليس النقد، وتعليمه وليس إلتقاط الأخطاء.​

تُعتبر الطفولة الجيدة هي قيمة داخلية، وليس فقط قيمة نافعة، حيث أن الاختلاف يعتبر اساس القيمة المعنوية؛ فإن القيمة معنوية عند الأطفال تُعد سبب جوهري يشعرهم بأن لديهم احتمالية أن يصبحوا أناس نموذجين. إذ تتحقق القيمة المعنوية عند الطفل من خلال التحدث معه بأنه ينتمي لجنس البشري، أنه لديه القدرة على التصرف بشكل جيد أو سيء في الاساسيات المنفعية؛ لتعلم من تجاربهم الذاتية الناشئة من علاقاتهم بالمحيط.​

حقوق الأطفال: ومن حقوق الطفل أن يكون قادرًا على تكوين آرائه الخاصة، للتعبير عن هذه الآراء بحرية في جميع الأمور التي تمس حياته. أما بالنسبة للاستقلال الذاتي عند الطفل، حيث يتبين أن هناك فرق بين الاستقلال الذاتي والتمرد؛ فالأطفال قادرون على تحقيق أهدافهم، وذلك على المعلم أن يساعد الطفل أن يحدد أهدافه بذاته، لأن الأطفال الصغار الذين لديهم القدرة على التعبير عن رغباتهم ويتشاورون دائمًا حتى وإن لم تكن آرائهم حاسمة لتحديد النتائج.​

ويظهر دور الأسرة في تحقيق الاستقلال الذاتي لدى الطفل، حيث يتحقق ذلك بواسطة استخدام اسلوب الاختيار مع الطفل بين ما هو متاح لهم وما هو غير متوفر عندهم، كذلك الفائدة التي تُعود عليه. كما أن قلة التحفيز وتسليط عليه ضغط من قبل الآخرين كل ذلك يقلل من النتائج المرغوبة. فيما سبق يترتب عليه أن الطفل الذي يتصرف بشكل مستقل وتوجيه اهتمامه لشيء ما وربطه بهدف الفعل؛ سيجد الفائدة المعينة من النشاط وعمله. ويتحقق لديه الثقة.​

ثقة الطفل بذاته: هو أن يكون لديه القدرة بتحقيق -على الأقل- بعض الأهداف بواسطة أفعال معينة يتم مراعاية تلك الأفعال من قبل الكبار المسؤولون على زرع الثقة بالطفل. وذلك من خلال تقديم للصغار معلومات قريبة لهم من قبل الكبار المسوؤلين عنهم، واظهار الاهتمام بمشاعرهم ووجهات نظرهم، وتقديم خيارات منظمة للأطفال تعكس أفكارهم ومشاعرهم، ومعرفة أسباب اختياراتهم.​
لذا على المسؤولين أن يقدموا الدعم في مجالات معينة مناسبة لطفل؛ ليتصرف اتجاها وذلك في حالة أنه لديه نقص في بعض المعلومات أو عندما يكون مندفع، أو لانه لايرى نتائج أفعاله على المدى البعيد، أو عندما لا يفهم رغباته، أو عندما لا يوجه أفعاله لتتوافق مع رغباته، أو عندما يكون عرضة لضرر جسيم.​

متاع الطفولة: يطرح على الطفل أن يقوم برسم بما في مخيلته، ومن الممكن أن يستخرج من أعماله البسيطة نتاج فني يحتوي على قيمة جمالية، وبعد ذلك يكون لديه القدرة عند الكبر من انتاج مشاريع فنية؛ فهذا يتحقق في حالة متابعة الطفل منذ الصغر. فنجد أن الذين شجعوا منذ الصغر أصبحوا فيما بعد فنانون في مستقبلهم. كما يصبحوا ناجحين أكثر من الذين لم يشجعوا. ويعود ذلك أن يتم تفريغ طاقتهم وابداعاتهم.​
وتأكيدًا على ماسبق مقولة مايكل سلوت: "ان الأحلام تؤثر على الجزء الصحو في حياتنا؛ فإن ما يحدث في الطفولة يؤثر بشكل أساسي على نظرتنا للحياة ككل سواء كانت طفولة ناجحة أم فاشلة؛ فإنها تؤثر على الأفراد الناضجين".​

نظرية النمو المعرفي: جميع مقومات الإدراك والمعرفة تأتي من التجربة ، ويرى أفلاطون، أن التعليم هو إعادة جمع ماسبق معرفته. وهذا يسير على مذهب تجريبي للوك، ومذهب فطري للأفلاطون وديكارت.​

تفكير الأطفال.. يعتبر تفكير روحاني كما وصفه (بياجيه)، وذلك على الرغم من أن رؤيتهم للحياة في هذه المرحلة من النمو المعرفي هي ادراك الحياة بشكل عام من خلال فعاليات الحياة.أما بالنسبة لادراك عقلية الطفل لمفهوم الحياة يتم من خلال عدة أمور ومنها:​

الفعاليات بشكل عام​
الحركة​
الحركة الطبيعية​
الحيوانات والنباتات أي كل ما يحيط بالطفل.​

وهذا يعني أن يطرح على الطفل عدة تساؤلات وعلى سبيل المثال: ( ماذا عن حركة النباتات؟ وكيف تعيش؟ ولماذا النباتات بالحياة؟ والفروق بينها وبين الحيوانات والإنسان؟​
ونتسأل عن كيفية تعديل سلوك الأطفال؟ تعديل سلوك الأطفال يتم بواسطة توضيح أن الأفعال السيئة هي من تجلب العقاب. كما لأبد أن يتم شرح الأسباب للأطفال. (كما أكد على ذلك جون لوك)​

مراحل تطور النمو الأخلاقي تتبين بالنقاط التالية:​
ما قبل الخلقي... ( التوجه نحو العقاب والطاعة، والتفرد والتبادل بين الخيارات)​
أخلاقية الخضوع للدور التقليدي.. ( العلاقات الجيدة بين الأشخاص، والاحتفاظ بنظام اجتماعي)​
أخلاقية المبادئ المقبولة ذاتيًا.. (العقد الاجتماعي وحقوق الانسان، والمبادئ العامة)، علاوة على ذلك يمر الطفل بمشاعر العطف والاستجابات؛ لذا يجب مراعايته.​

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى