أ. د. عادل الأسطة - الست كورونا : كافر جمعة.. كافر سبت أو "خش السبت في... اليهود" (169)

لم أخرج أمس من منزلي إطلاقا . لم أخرج حتى لكب كيس القمامة في الحاوية . اكتفيت صباحا بتنظيف ساحة المنزل فلربما - قلت - يؤدي المصلون فيها صلاة الجمعة فأكون كمن قتل ٩٩ رجلا وغفر الله له حين قتل الرجل مائة . قلت عسى ينالني من الجنة ، بتهيئة المكان للصلاه ، نصيب .
أمس كنت ، مثل اليهود في يوم سبتهم ، رهين المنزل ، مع فارق أنني طبخت فأشعلت الغاز وأضأت الكهرباء ونظفت الشقة ولم أحتج إلى كافر " جمعة " أو مثلهم إلى " كافر سبت " وكافر سبت ترجمة لعبارة " غوي شابات " العبرية وقد اقترحها الروائي Aref F. Husseini
عارف الحسيني وجعلها عنوانا لروايته الأولى " كافر سبت " والطريف أنني قرأت العبارة في سيرة الكاتب الكبير حنا أبو حنا " مهر البومة " في صفحة ٦٤ في الفصل الذي عنوانه " من المفكرة " حيث كتب عما مر به في القدس في صيف ١٩٤٦ ، إذ طلب منه رجل يهودي متدين أن يشعل له مفتاح الكهرباء فالسبت دخل :
" قال الشارح: أما تعبير " شاباس غوي " فمعناه : إنسان غير يهودي ( غوي : من الأغيار ) يسخر لقضاء حاجات يمنع اليهودي من القيام بها يوم السبت " .
منذ فترة صار الإغلاق في مدن الضفة الغربية عادة ، ولا أدري لماذا لا يضاف إلى يومي الجمعة والسبت يوم الأحد ، فننصف إخواننا الفلسطينيين المسيحيين ، ولربما يخاف الفايروس من اتحاد الديانات فيولي الأدبار ويعود إلى الصين بلاد الكفار .
أمس انصرف ذهني إلى كتابة مقال الأحد وقد خصصته لكتاب الشاعر والكاتب معين بسيسو " يوميات غزة " . هل سيأتي يوم يخصص فيه كاتب مقاله الأسبوعي لكتابة مقال عنوانه " يوميات عادل الاسطة : الست كورونا " ؟ من يدري !؟
الطريف أنني مساء الجمعة شاهدت شريطا ل Rima Diab الشقراء البيضاء عنوانه " مادونا تعاند الكورونا " لا تلتزم فيه مادونا بالحجر .
اليوم السبت ومنذ أسبوعين صرت أخرج من المنزل ولا ألتزم بالحجر الصحي لا تقليدا لمادونا ، فلم أر شريط ريما من قبل ، وإنما صرت أخرج آخذا بقول عمر الخيام :
" لا تشغل البال بماضي الزمان
ولا بآتي العيش قبل الأوان
واغنم من الحاضر لذاته
فليس في طبع الزمان الأمان "
ووجدتني منذ الصباح أحور في بيت شعر جاهلي :
" رأيت الكورونا خبط عشواء من تصب
تمته ومن تخطيء يعمر فيهرم "
ورأيتني أتذكر " لاعب النرد " لمحمود درويش :
الحياة رمية نرد .
هل بدأت الكورونا تشعرني بعبث الحياة ؟
خش السبت في .... اليهود وفي ... نا أيضا .
صباح الخير
خربشات
٢٣ / ١ / ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى