مصطفى لمسوكر - الفيروس الماكر

فتحت عيني واسترجعت وعيي؛ وجدتني في قاعة كبيرة جدا، مليئة بالاسرة والمرضى من كل الاصناف...علمت فيما بعد انني بمستعجلات موريزكو بالدار البيضاء....بعد القيام ببعض الكشوفات بالسكانير؛ نادى علي الطبيب واخبرني أنني مصاب بكوفيد 19... فاجبته انني منذ بضعة ايام قمت بتحاليل PCR و كانت النتائج سلبية... فرد علي "هذا الفيروس الماكر؛ ترك كل الاعضاء واستولى على الجهاز التنفسي بنسبة كبيرة".... بعد فترة وجيزة قرر الفريق الطبي إرسألي الى مصلحة الانعاش والعناية المركزة لتلقي العلاج المناسب....
كانت مصلحة العناية المركزة مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية؛ ويسهر عليها فريق طبي شاب؛ متمرس ودو كفائة عالية...كل العاملين في المصلحة من ممرضات وممرضين ومساعدين واطباء يمتازون بسعة الصدر والسهر على علاج المرضى والإعتناء بهم...فكل مريض لم يغادر سريره خلال مرحلة العلاج ولذلك وجب الاعتناء به وتنظيفه...الخ....أنا أشهد بما عشته شخصيا...واجدد الشكر من هنا لكل الاخوان والاخوات على ما تحملوه من عناء جراء الاعتناء بي...
أما الادوية وطرق العلاج؛ فقد استعملت لي تقنيات حديثة في ما يخص العلاج....لا اريد الدخول في التفاصيل...
قضيت في مصلحة الانعاش والعناية المركزة ما يناهز اربعة أسابيع... وبعد شفائي التام من الفيروس؛ سمح لي بمغادرة المستشفى الى البيت، لإتمام مرحلة ما بعد الشفاء؛ واستعنت خلالها بآلة لضخ الأوكسيجين خلال اسبوعين؛ وبعد هذه المدة استغنيت عنها نهائيا....
نظرا لحالتي الصحية المتواضعة؛ وضعف نظام المناعة؛ نصحني الطبيب بملازمة البيت وعدم استقبال الزيارات؛ وتحسين النظام الغدائي...
الحمد والشكر لله الذي انعم علي بالشفاء وبالعودة بين احضان عائلتي...لك الحمد والشكر يا ارحم الراحمين....
كما اتوجه بالشكر والإمتنان الى كل الاخوات والإخوان الذين تحملوا عناء الاتصال والسؤال عني؛ والدعاء لي بالشفاء...
أما أخي سي محمد وأبنائي وزوجتي؛ الذين تحملوا قرار إنقاد حياتي والاتصال بالاطباء وبسيارة الاسعاف؛ والبحث عن مصحة لعلاجي؛ وللاسف أو لحسن الحظ؛ لم تقبل اي مصحة استقبالي؛ مما دفعهم الى الاتجاه الى مستعجلات موريزكو...التي استقبلتني وكان ما كان....والحمد لله؛ فهؤلاء افراد عائلتي واقرب الناس الي؛ تحملوا عناء الزيارة اليومية؛ وتلبية طلباتي التي كانت احيانا طوباوية من شدة المرض....
فارجو من العلي القدير أن يجازيهم خير الجزاء...



مستشفى موريزكو بالدار البيضاء، Maurice Gaud نسبة إلى الدكتور جان موريس گو

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى