د. مصطفى الضبع - الصورة الثالثة…. قصة قصيرة

”إنك ترى الآخر في واحدة من ثلاث صور: رؤية منفردة فلا ترى سواه في الكون وهي رؤية الأناني، رؤية في سياق زاوية رؤيتك المكان الذي يقف فيه وهي رؤية الرسام، رؤية كونية تجعلك تراه في سياق كوني وهي رؤية العاشق“.

كان يسير باتجاه الميدان الواسع، يحمل كتبه وأوراقه وبعض أحلامه المنهكة، في كل مرة يأتي فيها للمكان يفقد اتجاهه، ولأنه لا يحبذ سؤال أحد، ويدرك أن كل الشوارع تفضي إليه ذلك الميدان الشهير الذي تعود أن ينهي عنده وقت التيه، يعود إليه يضبط خطواته محاولا بداية جديدة، يدخله باحثا عن شارعه، النافورة الكائنة على رأس الشارع الكبير تضبط ساعته الجغرافية.

اقترب، كانت خطواته قد بدأت تتثاقل حتى داعب رذاذ الماء وجهه فانتشى قليلا، لم ينتبه لها وهي تقترب منه مخفية حيرتها في البحث عمن يلتقط لها صورة مع النافورة.

وضع ما يحمله جانبا، حمل الكاميرا، وقفت في دلال واضح بدت تقف وسط المياه، في الخلفية بدا المشهد مختلفا كانت تقف في وسط صورة وخلفها النافورة، برج إيفل، سور الصين العظيم، تمثال الحرية، نهر النيل، القطب الشمالي، لم يندهش، فقط كان عليه أن يتملى المشهد بكامل تفاصيله.

حمل أشياءه وغادر الميدان لكنه لم يتذكر ما استهدفه.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى