حمدي النورج - كل الأماكن.. قصة قصيرة

لا أحب الإيحاء أو الترميز حتى لا أترك للأذهان وقتا للتفسير أو التأويل. لا أحب أيضا أن أقول إنك أجمل سيدة ارتدت فستانا أبيض وآمنت بروعة الألوان . لا أحب أيضا أن أقول إن عمرنا لن ولن ينقضي وأننا أسياد الأماكن كلها. يا أيها التائه البعيد المقيم في جوف الجبل صوتك مسموع كصوت نوح. يا كارهي الظل أنا لا أكتب لكم قصة أو حكاية. مجاوزة حد القول تعني الإسراف . ثلاثة رجال خرجوا من بار عميق داخل فندق حديث. قال الأول الدنيا في لون وردي كحبيبتي. وقال الثاني حبيبتي بعيدة كالقمر ولا أراها. وقال الثالث الحب ليس إنتاجا عصريا . مرت سيارة فلم تتوقف .

وطلع النهار وأمطرت الدنيا. وقالت أمي التي احترفت جدل الحكمة وهي صغيرة . كنا نجمع كل حجر آبق من الجبل لنبني به فرنا بفوهة حادة تلتهم الحكايات. أفهمت كيف يكون الحكي يا حكيم بيتنا النائم…. تقول الحكاية أيضا إن الوقت لا يمر لأن السيدة العجوز التي هجرتنا أقسمت على سرقة أعمارنا. ضحكنا . قلنا ما هذا الخبل تسرق العمر. قال أحد المثقفين سرقة العمر تعني الموت. قلنا إلى هذا الحد كانت هذه السيدة تكرهنا . آمنا بالكرم وعشنا يا سادة أعواما وأعواما . كلما يأتي عام جديد نجتمع على رأسه . نتندر ونقول كانت تريد سرقة أعمارنا ما أشجعها. في جوف الجبل كانت العجوز تحصي أعمارنا يوما بيوم . ونضحك. همست لحبيبتي ضاحكا لقد كبرنا . سرقت العجوز العمر كما وعدت.أسراب الحمام تحوم فوق جبل العجوز. النسوة يتلصصون عن الأعمار . في ليلة مسكونة بكل ألوان الحب قالت وهي تضحك ليس في هذه الدنيا ما هو أجمل مني ..أرأيت شعري السبساب الفاحم .



  • Like
التفاعلات: ادريس الزياتي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى