محمد القاضي - رسالتي الأخيرة إلى ليلى العامرية.. شعر

كم قلت إن الأمر لا يعنيني
حتى فتكت بقلبي المسكين
لما التقت نظراتنا خلت الذي
بين الجوانح شق بالسكين
يا قاتلي عند الفراق وقاتلي
عند اللقاء ومن ضحى التكوين
هل جئتني بالوصل تطفئ لوعتي
أم جئت بالنار التي تكويني
رفقا فإني ما أصبت من الهوى
غير العذاب يذلني يبكيني
...
حب تمكن من فؤادي خلسة
وأنا أكذب في هواك ظنوني
أيقنت قبلك أن قلبي مغلق
فأتى هواك ليستبيح يقيني
يا وجه ليلى لا تفارق ناظري
واسكن بطيفك مقلتي وعيوني
وارحم فؤادا قد تمزق بالهوى
أمسى بدونك خاوي المضمون
كالليل أظلم في غياب نجومه
كالطير أطرق في حصار سجون
والحل عندك إن تصلني مرة
يحيا الفؤاد وتستقر شئوني
...
ليلى وما يدريك ما ليلى وما
تسري الحياة بدونها بغصوني
إني عشقت الحب لما ذقته
من ثغرها ذاك الذي يحييني
ما عدت أملك أن أعيش للحظة
في بعد ليلى الحب بعد الحين
ليلاه إني عاشق ومتيم
سلمت في دربي إليك حصوني
ما أستحق وقد تجرعت الهوى
من كأسك السحار أن تقصيني
فتمهلي وترفقي وتعطفي
على فؤادي العاشق المفتون
لا تقتليني بالغرام وبالجفا
لا تغلقي باب المودة دوني
...
يا لائمين على غرامي والهوى
عودوا إلى محرابكم ودعوني
سأظل بالأبواب يا كل المنى
حتى أنال الوصل أو ترديني
قالت سلمت من الردى وتبسمت
فكأن هذا الكون ملك يميني
لما ضحكت الكون أزهر وجهه
بالورد والريحان واليسمين
هل ما أراه حقيقة أم أنه
ضرب من الأحلام والتخمين
...
يا حلو أحلامي وسر سعادتي
يا جوهرا كاللؤلؤ المكنون
هيا تعالي نختلي بغرامنا
عن كل هذا العالم المشحون
وإذا تقاسمنا الغرام فإنني
لك مذ تصور آدم في الطين
لو كان يرضيك العطاء مليكتي
أهديك كل نفيسة وثمين
أو كان يرضيك العناء مشيتها
من مغرب حتى بلاد الصين
أو كان يرضيك العذاب فمزعي
قلبي ونابض أحرفي ووتيني
فالموت في كف الحبيب تنعم
لو ترتضين حبيبتي يرضيني
وإذا فرشت بساط قلبك للهوى
اطوي على هذا البساط سنيني
لا تخبريني أن عمري قد مضى
فلقد أتيت إليك كي تنسيني
...
قالت حبيبي لا سلمت إذا أنا
لم أرع ود فؤادك المحزون
أقبل نعزز باللقاء غرامنا
لا شيء عن هذا اللقا يغنيني
لما التقينا بعد طول تشوق
أطلقت كل حماقتي وجنوني
وضممتها فاستسلمت وتنهدت
زدني فهذا القدر لا يكفيني
خذني إليك بقوة وتلهف
وأضف لهيب الشوق فوق حنيني
حتى يصير الخافقان كواحد
بين الضلوع ودفؤها يطويني
ليلاه إني في هواك مسلم
سطرت هذا الأمر فوق جبيني
ما عدت أطلب بعد وصلك حاجة
من هذه الدنيا التي تؤويني
فقد اكتفيت بلوعتي وتلهفي
وتشوقي وتحرقي وأنيني
وأقمت دهري عند أعتاب الهوى
لا شيء عن أبوابه يثنيني
سأظل أرعى ما حييت ودادنا
أرويه من سحر اللقا وشجوني
ليت الزمان بطوعنا يا منيتي
ما كنت أغلق عن ضياك جفوني

محمد القاضي



  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى