د. عادل الأسطة - الست كورونا : إجازات طارئة للكورونا ولا إجازة لعزرائيل ( 171 )

وأنا أتمشى ، أمس
، في شوارع المدينة تناهى إلى سمعي عبارات ساخرة ناقدة مردها التناقض بين القول والفعل ، فالسلطة الفلسطينية التي تنادي بالتباعد الجسدي لمحاصرة الكورونا والقضاء عليها تسمح لحركة فتح بالتظاهر وإجراء الانتخابات ، وللناس آذان وعيون وعقول ، و
" لا تنه عن خلق وتأتي مثله " وفتح لاتفعل ذلك فهي متأكدة أن الكورونا في إجازة .
العبارات الساخرة التي تناهت إلى سمعي تمحورت حول ما جرى يوم الجمعة الذي أجرت فيه حركة فتح انتخاباتها على الرغم من الإغلاق الشامل :
- أجرت حركة فتح انتخاباتها لأن الكورونا كانت في إجازة .
هل للست كورونا إجازات أسبوعية وسنوية ومرضية ؟
إحصائيات الموتى والمصابين يومية ، فلم يمر يوم بلا إعلانها ، وحتى في أعياد اليهود والمسيحيين والمسلمين لم " يمر يوم بلا شهداء " باعتبار من مات بالكورونا مات شهيدا .
أمس الأحد فقدت مدينة نابلس أحد أبنائها وقد قضى بالغاز الإسرائيلي المسيل للدموع .
كان العامل فؤاد سبتي جودة ، وهو متزوح وأب لأربعة أطفال ، في طريقه ، عبر فتحة فرعون ، إلى العمل في فلسطين ١٩٤٨ ولم يعد . لماذا لم تكن الكورونا أمس في إجازة ؟
في ساعات المساء وأنا عائد بالباص مارا بقرية عراق التايه كان ديوانها حافلا بالمعزين ، فالفقيد عز على أهله وأهل قريته والجميع . من سيقنع الناس في حالة كهذه بعدم إقامة بيت عزاء ؟
الكورونا تحصد الأرواح والاحتلال يحصد الأرواح ويبني المستوطنات و ... و ... وفي شوارع ايرلندا لافتات تقول إن الكورونا مؤامره عالمية رأسمالية هدفها تدمير الاقتصاد العالمي ، والحق كل الحق على عيون بهية ، فعيونها أصل الحكاية .
البرد شديد ينخر في العظام على الرغم من التدفئة ، وكان الله في عون العمال الفلسطينيين ، في المناطق المحتلة ١٩٤٨ والمناطق المحتلة ١٩٦٧ أيضا ، فما مر عام والعراق ، كما كتب بدر شاكر السياب ، ليس فيه جوع .
من لم يمت بالكورونا مات بغاز الاحتلال أو بعدم دفع أصحاب العمل الفلسطيني الحد الأدنى من الأجور .
صباح الخير
خربشات
٢٥ كانون الثاني ٢٠٢١ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى