أ. د. عادل الأسطة - ذكريات ألمانية.. كسل اﻷلمان ونشاط الفلسطيني :

اﻷلمان قوم كسولون ولا يحبون العمل ولهذا ازدهر اقتصادهم . في أيام الشتاء وحين تثلج يؤثرون الجلوس في البيوت ويعطلون المصانع والمدارس والجامعات ، على الرغم من أن جامعاتهم ومدارسهم مكيفة ، خلافا لمدارسنا وبعض مباني جامعاتنا ، حيث التدفئة جزئية . ولما ذهبت هناك ﻷكمل دراستي وجب علي أن أعلمهم ، لا أن أتعلم منهم ، ولما لم يرق لي ما رأيته في أيام الشتاء والثلج ، فقد خاطبت المستشار كول - رضي الله عنه - وأخبرته أنني أشعر بالضجر في أيام الشتاء ، وهذا لا يجوز ، فأنا قادم ﻷكمل دراستي : هل يعقل أن أجلس أشهرا عديدة في البيت ، فلا جامعة ولا مكتبة ولا سفر للتجول في بلاد اﻷلمأن .
سألني المستشار كول : ماذا تقترح علينا؟
قلت له : عندنا في فلسطين ، عندما تمطر وتثلج ، نعمل ليل نهار ، وطلاب المدارس يظلون فيها عشر ساعات ويضاعفون جهدهم ومثلهم معلموهم ، وبما أنني أيضا حريص على مصلحة ألمانيا ، فأنا مثل الحاج أمين الحسيني : كان مستشارا للمستشار ، واقترحت نفسي مستشارا لك ، فأنا أرى أن تعملوا في الشتاء وأن يذهب الطلبة إلى جامعاتهم ومدارسهم وإلا فإن الاقتصاد اﻷلماني سيزدهر أكثر وأكثر ، وهذا يضر بألمانيا ومستقبلها .
تبسم المستشار ( كول ) ضاحكا وقال :
- تؤخذ الحكمة من الفلسطينيين . وتساءل :
- هل أنتم حقا مجانين ؟ - هو قالها مجانون وجمعها جمع مذكر سالم -.
****
في ألمانيا في 1988 /1989 كنت أدرس مساق المدخل إلى اﻷدب اﻷلماني الحديث وكان علي أن أحضر محاضرات الثامنة صباحا ، وكان ارتفاع الثلج يصل أحيانا إلى أكثر من متر . والمحاضرات التي لم تنتظم في فصل لاحق بسبب الثلج هي محاضرات البروفيسورة ( انجليكا نويفرت ) فقد ظلت تعتذر عنها ، ومع ذلك ففيها ألقيت محاضرتين باﻷلمانية عن موضوع رسالة الدكتوراه التي كنت أنجزها . صحيح أن لغتي لم تكن جيدة ، ولكن مشيتها ، وما ساعدني أنني كنت أنجزت الفصلين اﻷول والثاني من الرسالة .
هل تأثرت د .( أنجليكا ) بالعرب الذين عاشرتهم ؟
كانت رورو تقول : سأطبخ لها حتى تعشق الطعام العربي و .. و ..
خربشات
27 / 1 / 2016


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى