عبود سمعو - في بيروت..

بيروت قرصُ فيتامينٍ مدوّر يذوبُ
في عيوني
فأرى الحزن قديّساً يهرول
من شرفة تطلّ على خراب قديم.
دمعةٌ برتقالية
تسمّرتْ
على جدار الغياب الطويل.
في بيروت
تعلمّتُ فنّ الانتظار
أنْ أهذي كلّ ليلةٍ
مثل طفلٍ مصابٍ بالربو
وأشعل ألفَ سيجارةٍ
أن أشغلَ الغيومَ السريعةَ
بي
مثل أمٍّ لا تنام
ترقب الصبح
كي أشفى - أنا الطفلُ-
في الزحام.
في بيروت
التي لا تلوّح لي فيها يدُ شبحٍ
أذهب للبحر، أصافح الموج، وألوّح للزبد
أناغي الفنار
لعلّ فناراً هناكَ
يميل عليَّ.
أنا قارب مثقوب
مركون في زاوية المرفأ
يكتب العشاق ذكرياتهم عليه
يذيّلونها بأول حرف من
أسمائهم
ويمضون.
يا بحرَ بيروت
أعِدْ لي محارتي
فالملحُ لم يعدْ شهيّاً
لونك الباهت
و"تناحة" موجك
وحتّى عمقك
بات سطوحاً.
أعِدْ لي خلخال حبيبتي
وقرط اللهفة.
الصدفات التي تخبّئ صوتك فيها
هي مطلعُ قصيدةٍ
مموسقة
على خطواتِ طيور النورس
الهاربة منك إليّ.
في بيروت
أردّد اسمكِ يا حبيبتي
أعدّ الشبابيك فيه
واحداً... إثنين... ثلاثة
حتى أنام.

عبود سمعو
11 تموز 2015 | 00:00

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى