مروى بديدة - مناجاة.. شعر

مولاي ... مولاي
أيها اللورد الوديع
أيها المعبود
كيف لي أيضا أن أخدمك؟
و بماذا يمكن أن أفديك
لقد خسرت أخوة و رفاقا و ضيعت في سمائك والدا عزيزا
تغمدهم برحمتك إلهي الحبيب
و في الزاوبع و الثلوج و الليالي الأشد حلكة
لا تأخذ مني أشيائي المحببة
أمهلني في السبات مرقدا آمنا و طويلا
و بشمس الصيف المذهبة اغشي بصري عبر المتاهة الدافئة
حتى أنسى
و كل ما تبقى مني خذه قربانا مقابل وسع رحمتك
يا للأحلام القاسية
حيثما سبحت في منامي
سفن تغرق و في الأفق صواعق تهشم الصواري
أطفال عيونهم ملأى بالماء و الطحالب ال زاهية، الملونة
كأنهم للتو يشرعون في اللعب و الى فراديسك يصعدون عبر البرق الهائل لمحياك
لي أيضا عربة يجرها ثور ينهمر دمع من عينيه
يحدثني و أحدثه و في كل تعب أعطيه استراحة
في كل مطرح نهجع تحت شجرة
أقبل رأسه كأنه وليدي
أشفق عليه و يشفق علي
وصلت الآن الى باب توما
خائفة ،اتوارى في طاقية و جلباب
رأيت خيولا فضية مخضبه حوافرها بالدماء
قتلوا أسيادها و صوبوا نحوها البنادق
أي جرأة منحتني أيها البعل
عاصفة مرت من دمي
دمرت المشهد البغيض و شدت يدي القوس بمهارة
و أصبت العدو بسهام من الجحيم
أنتظر جوقة واحدة عبر حصونك و جبالك الشواهق
حتى نحتفل مع القداس ...
بدد إلهي أحلامي المتناقضة
اعطني وقتا أروض فيه موهبتي و أحزاني
لا تقدني سيدي الى التعب و الجنون
هبني مسرة واحدة أتقاسمها مع من أحب
ثمة ضوء واحد يشع في سوريا
فيه صندوق أسراري التي ساودعها في يمك
و في الطابق الرابع ،في الشقة الغامضة
أعيش حياة هادئة في تونس
أمر متقدة بشهب في عيني
ما من أحد أشاركه الحب و الشراب
ما من أحد أبادله أحقادي و مجوني
حسناء مضطربة و مجهولة
و قديسة أغني في بهو المذابح
حينما يكتشفني أحدهم بالكهرمان الذي في أعماقه
أحدثك بخجل و ريبة
كأنني للحظة اكتشف موتي
لكنك وهبتني فرصة ثانية كي أستمتع دون مشقة كالتي مضت...
و أنا الآن لا أعرف كيف أشكرك
أيها الخالق الحليم بعد حياتي السابقة
كيف يمكن أن أخدمك هنا...؟
قل لي بماذا سأفديك؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى