مروى بديدة - رسالة من سرادق اللحم الداخلي.. شعر

أعرف أنك تشعر بالندامة ،
مفزعة هي لحظة توبيخ الروح.
إنه الهلع حينما يصنعه المعتوه لنفسه ،عقاب شنيع لن تفلتك منه الحسرات.
كنت تصنع كذباتك الفورية
أسلحة فتاكة تقتنصني بها
بينما كنت أنا طامعة بالحب الأبدي
لمحت شهبا في عينيك
لمحت المراوغة تتألق فيهما في كل مرة تستحوذ فيها علي.
كان الخريف شاقا لكنه أتى محملا بسحر باطل و أنا بسذاجة غمرتني البهجة.
كنت مفعما بالجشع الذي يجعل من أحدهم بهيمة تعيش لنفسها و تنمو نموا كريها.
أتذكرك الآن و أنا واقفة بثبات
أضحك مستمتعة بمشهد النيران كيفما تخترق صدغي جيئة و ذهابا
إنها الذكرى حين لا تكون جيدة لكنها مضحكة من فرط الأذى
لقد عشت ملهاتك و نبحت كثيرا في قلبي
كلما نظرت بالجوار أتذكر كلبا عزيزا
سيدا أنيقا في ليل رائق
يرقد براحة بين ساقي
وقتما كنت أطعمه سرادق لحمي الداخلي
يشبع حتى يصيبه المرض و النعاس
إنه هرم الآن ،وحيد كما كل أصحاب الخطايا
يحتلني الغموض كلما أردت نسيانك
أرجو أن تجد خلاصا رغم البأس الذي خلفته خطاك
إنني أطلب لك الغفران و السلوى
من الصعب أن تنظف حذاءك مجددا
يمكنك إذن أن تسير حافيا خفيفا من الآثام
ربما ستكون بعدها قد عرفت كيف يمشي الصادقون
يحدث هذا كثيرا و بغتة
بشتى أنواع الغباء قد يخسر أحدنا أيامه مع كلب عزيز
ثم يطلق عليه الرصاص
و يظل عمرا يتداوى من النهش و العض
ثم يضحك ضحكا مريرا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى