(9) الانزياح واللغة الشعرية
الإنرياح لغة هو التباعد والتنحي فيقال : انزاح الشئ أي تباعد عن موضعه وذهب، وقد يكون الإنرياح بمعنى الإزالة فيقال : زاح عنه المرض أى أزال عنه المرض، أ ما الإنرياح كمصطلح فمعناه هو الخروج عن المألوف في صياغة اللغة الشعرية، وقد كان الإنرياح من أهم المصطلحات والمفاهيم التي ارتبطت بدراسة الشعر الحديث، واهتم به كثير من النقاد مثل "جان كوين" في كتابة "بنية اللغة الشعرية" الصادر سنة ١٩٦٣م، واعتبر جان كوين أن الانزياح شرط أساسي لا تتحق شعرية لغة الشعر بدونه، والانزياح قريب من مفهوم "التغريب" في لغة الشعر عند الشكلانين الروس وهو تحويل المألوف من اللغة إلى غير مألوف في صياغة وتركيب وصياغة اللغة الشعرية, وان كان الانزياح كمصطلح ظهر في العصر الحديث، فإن هناك مفاهيم قريبة منه ظهرت في الدراسات الأدبية القديمة حيث فرق أرسطو فى بين اللغة العادية واللغة الأدبية في التركيب والبناء، وكذلك تحدث النقاد العرب القدامى مثل ابن جني والجرجانى وأبي هلال العسكري عن مغايرة لغة الشعر واختلافها عن اللغة العادية، وقال "ابن سينا ": "إن الشعر قول مخيل"، والتخييل هو كيفية نحت وتشكيل الشاعر لأخيلة خاصة به، فالخيال مادة خام والتخييل منتج ذاتي، والتخييل هو نوع من الإنرياح الذي ينقسم إلى نوعين :
1ـ اٍنزياح دلالي أو تصويري وهو يتعلق ببناء شبكة المتخيل الشعري والاستعارات والمجازات والتشبيهات .
2 ـ اٍنزياح تركيبي ويتعلق بالخروج على النظام المتبع في ترتيب كلمات الجملة في اللغة العادية مثل التقديم والتأخير .
وخلاصة ماسبق أن اللغة الشعرية لغة انزياحية تنزاح في معيار بنائها وتركيبها عن معيار اللغة التوصيلية المباشرة فهي قائمة على التخييل والترميز والأيحاء, وأكد النقد الحديث على أن الانزياح ليس هدفا فى حد ذاته, بل وسيلة لبناء اللغة الشعرية, ولا بد أن لا يكون الانزياح مغالى فيه مما يصيب النص الشعرى بالاٍبهام واالتعمية,
وفي النهاية أود اربط بين الإنرياح بوصفه خصيصة جوهرية من خصائص اللغة الشعرية وبين خصيصة أخرى لا تقل أهمية وهي مقولة جوليا كريستيفابأن لغة الشعر لابد أن تكون مشحونة بالطاقة الانفعالبة التي تحدث في وعي ووجدان المتلقي أثر الشعر، فلغة الشعر يشترط أن تكون لغة انزياحية وفي نفس الوقت مشحونة بالطاقة الانفعالبة التي أشارت إليها جوليا كريستيف
الإنرياح لغة هو التباعد والتنحي فيقال : انزاح الشئ أي تباعد عن موضعه وذهب، وقد يكون الإنرياح بمعنى الإزالة فيقال : زاح عنه المرض أى أزال عنه المرض، أ ما الإنرياح كمصطلح فمعناه هو الخروج عن المألوف في صياغة اللغة الشعرية، وقد كان الإنرياح من أهم المصطلحات والمفاهيم التي ارتبطت بدراسة الشعر الحديث، واهتم به كثير من النقاد مثل "جان كوين" في كتابة "بنية اللغة الشعرية" الصادر سنة ١٩٦٣م، واعتبر جان كوين أن الانزياح شرط أساسي لا تتحق شعرية لغة الشعر بدونه، والانزياح قريب من مفهوم "التغريب" في لغة الشعر عند الشكلانين الروس وهو تحويل المألوف من اللغة إلى غير مألوف في صياغة وتركيب وصياغة اللغة الشعرية, وان كان الانزياح كمصطلح ظهر في العصر الحديث، فإن هناك مفاهيم قريبة منه ظهرت في الدراسات الأدبية القديمة حيث فرق أرسطو فى بين اللغة العادية واللغة الأدبية في التركيب والبناء، وكذلك تحدث النقاد العرب القدامى مثل ابن جني والجرجانى وأبي هلال العسكري عن مغايرة لغة الشعر واختلافها عن اللغة العادية، وقال "ابن سينا ": "إن الشعر قول مخيل"، والتخييل هو كيفية نحت وتشكيل الشاعر لأخيلة خاصة به، فالخيال مادة خام والتخييل منتج ذاتي، والتخييل هو نوع من الإنرياح الذي ينقسم إلى نوعين :
1ـ اٍنزياح دلالي أو تصويري وهو يتعلق ببناء شبكة المتخيل الشعري والاستعارات والمجازات والتشبيهات .
2 ـ اٍنزياح تركيبي ويتعلق بالخروج على النظام المتبع في ترتيب كلمات الجملة في اللغة العادية مثل التقديم والتأخير .
وخلاصة ماسبق أن اللغة الشعرية لغة انزياحية تنزاح في معيار بنائها وتركيبها عن معيار اللغة التوصيلية المباشرة فهي قائمة على التخييل والترميز والأيحاء, وأكد النقد الحديث على أن الانزياح ليس هدفا فى حد ذاته, بل وسيلة لبناء اللغة الشعرية, ولا بد أن لا يكون الانزياح مغالى فيه مما يصيب النص الشعرى بالاٍبهام واالتعمية,
وفي النهاية أود اربط بين الإنرياح بوصفه خصيصة جوهرية من خصائص اللغة الشعرية وبين خصيصة أخرى لا تقل أهمية وهي مقولة جوليا كريستيفابأن لغة الشعر لابد أن تكون مشحونة بالطاقة الانفعالبة التي تحدث في وعي ووجدان المتلقي أثر الشعر، فلغة الشعر يشترط أن تكون لغة انزياحية وفي نفس الوقت مشحونة بالطاقة الانفعالبة التي أشارت إليها جوليا كريستيف
