حيدر غراس - سرف الوقت.. شعر

الفجر يجلس على حافة السرير،
أغطية تغوص في صمت صخيب،
توشوش حلمة فجر ذابلة، لتنبئ بقيام ملحمة كبرى،
وسائد تنزاح، تعلق بمشابك الوقت،
اصابع كسلى يعروها الخدر،
وحدي خلف قضبان البعد،
أعبث بزر هاتف لايستجيب،
عربات صوت الباعة، تجر سرف الوقت، لتعلن قدوم فجر جديد،
الوجوه المغسولة بخدر تموزي قانط، تختبئ تحت كمامات بيضاء،
تعتصرني قفازات الأصابع كليمونة،
معطوب نصفها لترميني بكأس خال من السكر والهيل،
أبدو ضئيل بحجم جبل من الثلج،
غاطس في ألماء،
الأسماك تدفع مؤخرتي بذيولها،
تقودني ألأمواج لمدينة،
غارقة في الملح والوحل،
الغوارق والعوالق لم تكن عائق يذكر
هذه المرة..
فقد تخلت المدينة عن زوارقها الصغيرة، لتتبنى سفن تتوسدها
حاويات بألوان كثيرة، لاابيض فيها
هذا ماقالتهُ أجنحة النوارس وهي تلامس أخر بقعة زيت تتربع على عرش الماء..
ماعاد للجراد القدرة على أكل ألأخضر
واليابس، كون ناطور الحقل باع الغلة
للفزاعة وبدليل أمي_
تطعمنا كال فجر دقيق مستورد...!
لستُ ب"غريب على الخليج"
ألخليجُ :
بات يخجلُ من غربتي..
ياواهب الردى، دعك من المحار
المحار اولى بدمع مملحتهِ
هل لي أن أحدثك..؟
تحدثك النخلة وهي تنفش سعفها،
بأنياب الشوك تكسر شوكتي..
لا الخوص يدرك احتراق سعفهِ
ولا الليف يلوك الطلع بأسنان خضراء،
تحدثك المدينة الميتةَ،سراديق التوابيت تصطف كأعجاز نخل خاوية
مدينة تنحتُ الريح تعرجات دروبها
لاالريح تدرك مابهاولاالدروب تهتدي
لست بغريب:
الغريب يستهدي بغربتي..!

حيدر غراس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى