محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - تذكري دائماً أننا سنكبر اكثر من الآن..

تذكري دائماً أننا سنكبر اكثر من الآن
سيكون الآن
هذا الخوف
هذا اللهاث المتواصل خلف سيل الاشياء التافهة
هذا البكاء على اطلال اشياء اقل اهمية
هذا الجلوس المتوتر
امام مشاهد لا تعني شيئاً
هذا الاضطراب من المواعيد التي قد لا تنجح
سنشيخ
وسنموت
ولن نقلق على الصباح كيف سيمضي
على امشاط الشعر
لأن الموتى لا يعيدون تسريح الشعر فالجمجمة صلعاء
على فرش الاسنان الحادة
لان أسناننا ستكون نظيفة مبتسمة
تلعق ثمارا
من الجانب الاخر خالية من السكر ومن خطر التسوس
تذكري دائماً
أن ابنائي الذين يصرخون في رحمك
كلما داهمتك الرغبات في الليل
كلما تدافع الندى بين فخذيكِ اثر حُلمٍ دافئ
قد لا تتسع المدينة لهم
قد لا يجدون تذاكر في محطة القطارات الوجودية
قد تُقذف المحطة
في حروب الوقت
قد تتلاشى السكك الحديدية بكل بساطة
ويسقط الوصول
في فك " اللا معقول "
وسنشيخ ونحن نتحسس اعضاءنا الحميمة
نسمع بكاء ملايين الابناء
كنا سيتسابقن
الى هذا الخراب
تذكري اننا اصغر من الكون
لهذا مهما كبرنا فنحن نصغره بحيوات وحيوات
ولهذا هو اكثر خبرة
في فنون القتل
قد يسحقنا باطارات شاحنة تُهرب الامطار عبر حدود البساتين
قد يصطدمنا بقطار لا يحتاج الى سكك حديدية
قد يسممنا بحُلم شهي
قد يرسل علينا افعى في هيئة فراشة ، نهيأ لها الزهور وتباغتنا بالزبول
وقد لا يفعل شيء
فقط سيلغي النهر عن الخارطة
ولن تجد القصيدة ما تقوله
فنموت من الصمت
تذكري أننا سنكبر
لن نرتشف العرق كما الآن لان كبدنا هرم
لن نأكل الشوكلا وتلتصق بالفم وكأنها تتعمد فتح نافذة للاغراء لأننا نخشى لعنة السكر
ولن نسير تحت المطر لأننا نخشى الالتهاب
ولأن ركبة المشاوير
لن تساعدنا لنلتهم المسافات بالحديث وبالاصابع المتشابكة مثل الاحجيات
ولن نستطيع بأن نمارس الجنس مثل الآن
لكننا
سنتحدث كثيراً عن الجنس وعن الآن
عن زمن
كنا قادرين فيه على زرع مدينة من الاطفال
على زمن كنا
قادرين على كتابة ألف اغنية فاحشة دون أن نخشى الحساب
سنتحدث كثيراً
سنطفأ الرغبة وننام
سنكبر
ولن يكون الدين هاجس
لن نخاف الرب والموت
لكننا سنحب الرب اكثر من الآن
وربما نغفر
خسائرنا له الكثيرة حينها
سنرتجف في الشتاء اكثر ، سنسعل حين ترمينا الطبيعة بالغبار
سنودع اصدقاء
واصدقاء
سنمر ببيوت اصدقاء شاخت طفولتهم
مثلنا
وتفرقوا في الارضِ
بحثاً عن قبور تُليق بمحاربين قتلوا الحياة واستلذو بملمس الدم الجريح
تذكري سنكبر
لسنا سوى في هذٍ اللحظة
فنتعلم
كيف نرتكب الخطايا السبعة دون أن نشعر بحوجتنا الى الغفران
نتعلم كيف نكتب
عن مراهقة الجسد ، عن شظايا الرغبة حين تُداهم الاجساد
عن خلايا الموت في القرى ال ليست ببعيدة
عن اضلاع صبية بارزة مثل بطاقة هوية تحكي معنى الجوع الى المأوى و الى الوطن الحلوب
نتعلم أن نصرخ
وأن نثور
في الميادين
وفي الفراش
بكل ما نملك من الاصوات ومن فحولة
لكننا سنكبر
وسنغفر للاشياء حولنا كل شيء
سنماهي هذه الارض
سنتقبل مراهقة الطبيعة حين تستبدل الوان الفصول دون أي تذمر
سنقبل بالسياسات التي تُحيل ابطالاُ الى المشانق
ولصوص الى اغلفة التاريخ
سنقبل أن تعرى في حضورنا انثى دون أن تصرخ في داخلنا مدافع الرغبة والتنديد
سنرى الحياة في الصغار
حين يركضوا نحو ابواب المدارس ضاحكين
في العصافير التي تلهو بشوارب الاشجار
في الضجيج الأتي من البعيد
حيث اثنان
مثلنا الآن
يصبغون الحنة في الاصابع
يتهيئون الى الفراش والى مساءآت من ليالي طويلة الكلمات
في اثنان
يهربان من البيوت
ويختبئان
يتبادلان الحب مثل رسائلِ سرية في حرب الجواسيس
سنرى الحياة في الاخرين
والآن يصبح
ماضياً
حافي القدمين
ولا يُجيد العودة نحونا
ولا نجيد الركض نحوه
لا يكون امامنا
سوى أن نلوح من بعيد
ونمارس الشيخوخة متعانقين وباسمين
#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى