ثورة ثورة!!

انقلاب جذري في نمط حياتي يمكن أن يكون أقرب إلى ثورة حقيقية على ما أورثني إياه السهر في الليل والجلوس لساعات طوال على طاولة الكتابة دون حراك إلا لليد اليمنى والدماغ. ومما ساهم في هذه الثورة مؤخرا هو أخطاء الأطباء ، شكرا لإلهي لحدوث الأخطاء من البداية وقبل العبث بجسدي العنيد والصامد لخمسة وسبعين عاما دون وهن . هذا اليوم اتصل بي مستشفى الاستقلال ليذكرني بموعد قسطرة الساقين في العاشرة من صباح الغد .. قلت للفتاة المتصلة " شكرا أجلت الأمر إلى اشعار آخر " فلا أريد أن تحدث لداخل جسدي أخطاء جديدة قاتلة . صحيح أنني أعتبر الموت مرحلة ضرورية لتجدد الحياة واستمرارها في شكل طقمادي آخر، لكني لا أقبل أن يأتي الموت من خطأ بشري! رغم احترامي لطاقة الخلق السارية في هذا البشري.

بدأت ثورتي بترك التدخين منذ سبعة أشهر ونجحت . غير أن تركه أدى إلى فتح شهيتي للطعام ، فرحت آكل بنهم إلى أن بدأ جسدي يتكرش ، حتى أنني بدأت أغض الطرف عن دهون الدجاج وقطعة شحم على لقمة لحم أحمر ! ما أوصلني إلى زيادة في تضيق بعض الشرايين .. وكان لا بد من استكمال الثورة على ضوء الأخطاء التي حصلت .. قللت من أكل اللحوم . وأقوم بإزالة الدهون الظاهرة عن اللحم الأحمر ولحوم الدجاج.. وسأحاول أن استغني عن اللحم الأحمر ما أمكن .. الاعتماد على الخضروات والفواكه والمكسرات بشكل أفضل .

هذا اليوم سرت ذهابا وإيابا ولعبت رياضة في ساحة العبدلي لساعة ونصف في جو مشمس جميل ، أرسلت للشمس مجموعة من القبلات الحارة ، وهي تخاطرني قائلة " عيوني وعيون الله ترعاك "

أهم ما اكتشفته هذا اليوم والأمس أن الألم في ربلة رجلي اليمنى يخف حين أتابع المشي ولا أتوقف وهكذا مشيت 45 دقيقة دون توقف ، وكان يمكن أن أتابع السير ، غير أنني شرعت في لعب الرياضة .

أشعر براحة شديدة لقراري بعدم المثول لأية جراحة ما لم يكن الأمر خطيرا جدا ، وسأحرص على عدم الوصول إلى خطر.

ومما زاد في معنوياتي . البدء بإعداد روايتي الجديدة " قصة الخلق" للنشر في دار مكتبة كل شيء في حيفا. جزيل شكري للناشر العظيم صالح عباسي الذي سيسجل له التاريخ نشر رواياتي وبعض كتبي الفكرية العصية على النشر في جميع دور النشر العربية . "قصة الخلق" خلاصة فكري الفلسفي قدر الامكان.


محبتي لكل صديقاتي وأصدقائي وللبشرية كلها التي شكلت الغاية من وجودها ومستقبلها الجزء الأهم من قلقي الفكري، وآمل أن يسود فكري المجتمعات البشرية ذات يوم ، طالما أن هناك الملايين ممن يتفقون معي عليه .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى