صلاح عبد العزيز - نص لا ينتهى..

.. يبدو أننا لم نعرف الموتَ قبلا بعد انهيارٍ ما وتناثر الزجاج ولأن شجراً نبت منا نسى عمالُ النظافة جمع مخلفاته ليس لأنهم مهملون بل لأن أصواتنا كانت مبعث بهجة . وفى النهار كان السياح يلتقطون الصور التذكارية لأشباحنا المشجرة والمثمرة . ما بعد الانهيار بقليل تخطيتُ مجنزراتٍ وشوارعَ محترقةً وجثثا حية أسرق المسافةَ بخطواتى والوقتَ بأرجل كثيرة تعلقت بى كأننى سحاب . بينى وبين حبيبتى سور : أرتالٌ من الجنود مرابون تجار قاتلون محترفون قوادون سياسيون ممسوسون زناة بائسون .......... وإرهابيون . وأنتِ كطائر بلا ريش لا تتخطين ذلك الحاجز كممنوع من الصرف والتصوير عارية فى التدوير والتعريف والتنكير كأنما لم نكن هنا قبلا كأننا عابرون ولا عابرون . نسمع أصوات الراحلين كانوا يضحكون فى الشظايا . باعة جائلون معلمون موظفون فى الحياة قانعون بأرزاقهم يحبونك وكنت أحبك أيضا غير أن المسافةَ بعد الموت أكثرُ اتساعا عما ذى قبل ونحن المقيمون لا أحياء ولا موتى . حديقة الزجاج هذه لا صورة مكتملة ولا جملة سليمة غير أن ذاكرتى زجاجها المتناثر فى الليل سيارات مفخخة وتيريلات مارقة وطائرات حربية وفوهاتُ مدافعَ معجون بلحمى المعدنى معدنها فى الخرائط . وبعيدا بعيدا فى حصة التاريخ أسلمتك الأيادى والطبشورُ الملونُ والزغاريدُ لطلاب وتلاميذ المدارس كنت فرحا بالرقص والألعاب كنا من العاج كنا الحوائط والأخشاب وفى الفصول حبرَ وسائِلِ الشرح كنا من الزجاجِ كنا المغرمون بأنك أنت الحبيبةُ فى طابور الصباح وواجب المساءِ وكراسةِ الإنشاء .
والآن
أرواحُنا كأجنحة الطيور فلْتعبرى بأجنحتى سوفَ أعبر وليكن ما يكون .............
- مهيئٌ للمحو
- بل مهيئ للجنون والسكون فى صدرك واقتلاعِ كل فاصل ........
- كل الفواصل ؟!
- كل الفواصل من مرتشين وخائنين وبائعى الأوطان و................
وأنت أنت حبيبتى نص لا ينتهى ............
- تكسرت عظامُك بالكاد أرى صوتَك القديمَ شجراً يشتهى كمهجَّر قصرى وثمراً كرحمى المزدحم بالبذور .
- أَدخلينى بشهوةٍ فاصلة علَّ الروح يلبسها اللحمُ والعظم ها هى دمائى على الأسفلت لم تجف .........
- لم نكن هكذا .
- كل وقتٍ هكذا نكتمل بلا اكتمال والظمأ ما بعد الموت حياة أخرى لكننا دائما بلا موت ........... أَدخليىنى .
.................................
.................................
نتأرجح بين الموت والحياة فى ثورة الرغيف فى انفجارات السيارات فى الجيوش الغريبة والقريبة فى رصاص الشرطة فى شظايا الزجاج فى الشوارع المحطمة فى العدالة المحكمة فى حرية التعبير فى التغيير فى بساطة الناس ودوما هكذا .......
والآن ..
ممددون على رصيف لا نتقن الموت الكف والأصابع المغروسة وحقن التخدير الكابوس الذى يتبع الحلم فى لحمى الحى فى ذلك الضى المتربع على شجر الشوارع عندما يخرج للثورة المهمشون ................................................................................................
الآن يتجمع دمى
........................
.........................
صلاح عبد العزيز - مصر
🇪🇬
🇪🇬
🇪🇬

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى