محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - أين انتِ؟

أين انتِ ؟
انت لستِ في كل مكان
انتِ المكان
بربك لا احتمل ان امضي مشرداً هكذا
في الفراغ
على اذاعة الراديو
تُقدمين اخبار مُزعجة حول الدولار
وادوية الضغط
وانفجار انبوبة صرف صحي ، عكر مزاج العابرين
برائحة فوضى المدينة
وحين نُضيق ذرعاً
تضحكين
من خلف اذاعة الراديو
وتقدمين وصفات تفتيح البشرة
مقويات جنسية للمسنين الحالمين بفراش منعش
دُمى مُتحدثة للاطفال
تشاركهم اللحظات دون الحاجة لاطفال اخرين متمرين
اتعرفين
حين كنت اكثر بؤساً وعدمية
وارى العصافير صباحاً ، تقفز بين غصن واخر
اتمنى لو املك القدرة على اخصائها
لامنع تكاثرها
لأن هذا الخراب الذي يُدعى وجودنا المؤقت
لا يستحق
الآن كلما ارى زهرة نضرة
اتمنى لو اعطيها اعضاء جنسية
لتتكاثر
حتى في الاماكن سيئة الحياة والحظ
ميادين الحرب المجروحة بالصراخ
نوافذ الآرامل
ليالي العاشقات الحالمات ، يعجنا من العتمة صور الغائبين
الارصفة الجافة من الحب
الموسيقى التي تفتقر للروح
الخمرة المغشوشة بالماء
السجائر الذي تم تخفيف نوكتينها
هكذا دبت الحياة في الاشياء حولي
هكذا ازددتُ شهية
ورحت أمضغ الوقت
والشعر
وهراءآت الاصدقاء بكل حب
لهذا حين اقول أنكِ المكان
لان الغياب
يقذفني بهوة فراغ مهولة
ولأن المساء
يطرق بابي شاحب الشمس والغروب
ولأن الهواء
يصبح
حاراً
يشويني
ويقدمني كاطباق عشاء
لشبح العزلة
والافتقاد


# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى