حيدر غراس - معلمات..

١
طلبت منا،
معلمة الرسم في حصة الأعمال المنزلية،أن ننحت لها شيئًا،
ذهبتُ للبيت ، لم أجيد ما أصنع،
جدّتي صنعت لي حصانًا من طين،
امتطيتُهُ، ذهبتُ للمدرسة
استوقفتني المديرةُ
قالت:
هذه بدعةٌ كبيرةٌ
رسبتُ في درس الدين
معلمة الدين لم تكن تهتم لذلك
تتركنا نلهو كثيرًا _نترك الدرس_ نلعب الكرةَ في ساحة المدرسة
(من يومها)
ونحن نلعب بدرس الدين..!
٢
ما الجدوى...
حين ننسى المسيرَ ونتذكّر الطرقاتِ
هكذا كانت تقول:
معلمةُ الرياضيات..
تُجيبها معلمةُ العلوم،
لم أدرك إلا أخيرًا
أن من وضائف القلب يشتاق كل حين..!
معلمة القواعد تستمع إليهما،
تكتب على السبورة
أعرب ماتحت خط الكحل في عينيها..
تأتي معلمة الرسم،
ترسم لنا خارطة الوطن
شاهدتُ معلمة الجغرافية
تنام على ضفاف النهر فيها..
٣
في درس الرسم
طلبت المعلمةُ نرسم عصفورًا
رسم التلاميذُ عصافيرَهم
وحدي رسمتُكِ
واقفة كالشجرة...
وحين سألتني أين العصفور..؟
أخبرتها: طار
اختبأ في قلبها..
ضربتني مسطرتين
بعد الدرس
شاهدتُها تبكي
تُخبّىء مارسمتُ..
(من يومها)
كلما شاهدتُ العصافيرَ...
أقف مذهولاً
أضرب أصابعي بالمسطرة..
.
.. حيدر غراس... العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى