غالب المسعودي - كيف يموتُ طائرُ ألحب..

صدأ ألروح أسوء أنواع ألصدأ, إنه يؤهلها لأنكسار اللحمة, والعمر ثوان....!, أتراني أكلم جنيتي ,أم أحلم ....!,لا أعرف لكن سُرياليات حلمي تعبث بي, وجدتها ملقية على سطح إلآه كسير, مرقد أحد الصالحين قرب بيتها , أسير لوحدي في الشارع الرئيسي, أصطحب ظلي, لا أميز حذائي من وجهي في ظلي , كليهما أسود من شدة الحزن, بوقاري إنتابتني نوبة من الضحك الهستيري ,سقطت على إثرها فوق الرصيف المجاور لبيتها, إهتز الرصيف من شدة الضحك, جنيتي تصطحب بغلا وتخاف منه ,يا للهول كنت أتصورها إلآهة كعشتار, تسخر تموز لمآربها, إذا بها تمؤ كقطة جائعة لذلك البغل أللا إسطوري, أنثى تبيض وتحيض من أجل أن تطعم افراخ الحمام, إنها مصادفة أن أكون في نفس الشارع الذي مرت فوق إسفلته قبل قليل , إستلقيت فوق سطح دارها, في الحقيقة أنا لا أحب السفر, لكن خيالي أجبرني أن أطير بدعوى من اشتياقي ,منزلها قريب من كبدي, أرى ألناعقون على بابها كثر, هي لافتة ومثيرة ,كان هناك طائر صياد السمك يلتهم سمكة يقف على لوحة مكتوب عليها ممنوع الصيد, كان حلمي طويل جداً, كحلقات من المسلسلات ألتركية المدبلجة ,طاف بي على الماضي البعيد, سرح نحو الطفولة, داعب أمنياتي وهفواتي, تخاصمت فيه على باب حارس المرافق الصحية, بدل أن يعطيني مفتاح ألحمام, أعطاني منديل أبيض ,أ دخلته في ثقب ألباب, خرج ملطخا بالدم ,ركضت فوق السطح بكل سرعتي, كي أنتشلها من ذاك ألإلاه الكسير, سبقني إلى الوادي, دخل في كهف مظلم, لم أميزفي داخله إلاشعاع عينيها ,لكن دموعها تجعل الشعاع يظطرب, ويبدد إتجاهي ,الكهف فيه انفاق كثيرة مملؤة بخفافيش الليل لها عيون تلمع, بتردد أجنحتا كانت تشبه شعاع عينها, لكني كنت أميزها, كانت دموعها اكثر نقاءاً, لا أملك أي سلاح إلا قلمي, أخرجته من جيبي, قبل أن أمسكه بيدي, قال لي تذكر أنا مجرد خشبة وما عليك إلا أن توميء بي نحو هدفك ,ستراني أصيبه إصابة قاتلة, لا أرى في الظلام ,إ لا وهج عينيها وعيون ألخفافيش, هدفي تماهى مع الظلام ,أسدد فوق الوهج أم تحته....؟ لا أدري ,أعرف أن الشياطين تستخدم الضحية كدرع خلفها عندما تهرب ,إ نتابتني الحيرة, الخفافيش تصفق بحرارة ,قلت كمناورة لأخفف من مطاردتي ,عسى أن يبطيء في مشيته, وأقترب أكثر كي أميزه عن جنيتي, وأسدد ضربتي بدقة, إنطلقت أسراب الخفافيش, تنكزني بمخالبها ,أسرعت بمشيتي, عاد المشهد إلى الركض في الظلام, تذكرت مقطعا من رواية متاهة إبليس لبرهان الشاوي (لماذا يا إبليس تدفع البشر لإرتكاب الجرائم؟
ـ هل هناك من ذبح وفجر نفسه باسمي ؟ كل تاريخ الحروب البشرية وكل الجرائم القتل والذبح تتم باسم الله فما علاقتي انا بكل هذا ؟
ـ ولكنك أنت الذي توسوس للناس بذلك
ـ أنتم أوجدتموني لتعلقوا خطاياكم علي، الشر كامن فيكم والخير كامن فيكم، لماذا تنسبون الخير لأنفسكم وترمون الشر على عاتقي
ـ إعترف يا إبليس بخطاياك
ـ أنتم أوجدتموني لأقترف لا لأعترف، انتم البشر اشرار قساه ربما وجودي يذكركم بالخير والطيبه ويوقظ فيكم فعل الخير اي ان وجودي هو الذي يدفعكم الى فعل الخير)
هل هذه الخفافيش هي جنود إبليس.....؟ قد يكون لأن الآلهة الكسيرة تستنجد بإبليس ,إنهار جزء من سقف الكهف فوق رأسي, سُدت علي كل المنافذ ,عاتبت قلمي لم لا تدلني على الطريق ,قال إني مجرد قطعة حشب وكاربون ,عليك وحدك أن تحدد طريقك ,لم تركض وراء طريدتك في الظلام, ها هو الألاه ألكسير يخطفها منك ويهرب, دوى صوت رهيب كصوت إنفجار شمسي نفخ في أذني, إنفتح سقف ألنفق, وجدت يداً تمسح عرقا غزيراً من على جبيني, وتقول بنغمة هادئة إنهض هناك كسوف كلي للشمس, والكل تقرع طبولها وتصلي على أنغام موسيقى ألعنف في قاع المدينة.



غالب المسعودي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى