محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - ليس من حق المُصادفة أن تنال من شظايا الانتباه

ليس من حق المُصادفة أن تنال من شظايا الانتباه
وتسقطها في فخ
الذكرى
من كنا قبل الآن ؟
او من كنت
كي اسقط جراحي في ايادي الغير
لست بشاعرٍ
حتى اقول خرابكم هذا
حتى اعيد طلاء وجه الزهرة بالجنس المتاح
مع الفراشات الداعرة
لست بشاعرٍ
حتى اعري ما اشتهيت من اناث
حتى اُبيع شهوتي
للشتاءآت
لست سوى هذا المريض
بتخمة الذات
ممتلئ بندوب الوقت
بحوافر خيول ركضت فوق جمجمتي ولقنتني فن الصراخ
ولست كاتبا حقيرا
كي ابيع القصائد للنساء العابرات
لاشتري افخاذا أنهكتها الثياب الداخلية الممزقة
لستُ رديئاً
لاركض خلف طائر مرح
لُاحاكمه على ما سرق من قمح مبعثر في حقل الجوع والخرابات القديمة
ولستُ مثقفاً
ذو قبعة حريرية
اُدخن الوقت بين فخذ واخرى
احكي عن مُدن من زجاج ستُبنى على انقاض من بنوا فوق الرؤوس اعشاشهم
او اُخاطب بستانياً بسيطاً
بأسم الثورة المتجاوزة للانا الى فكرة الحشود الغبية في صمتها السرمدي
ولا اُدخل الايدلوجيا
في الاحاديث البسيطة ، حول القهوة
وكأس العرق
ودور القُبلة في منح مُتسع للقصيدة لتضحك ملئ البكاء
انا لستُ الا انا
هذا المُنهك من الاسفار
اغرق في كأس الخمرة حتى اختمار المساء بصمت الشوارع عن النميمة والنوم منكسرة في حزنها
اغرق في الخمرة
مثل بحارة صعدوا الملح اجسادهم ، و ضاعت اغانيهم في حلق الفراغ اللامتناهي
و إلتقطتهم اليابسة دون قفازات
او منديل مهيء لنفض اصفرار الرحيل
واغرق في نهد الحبيبة
كصبي نجا من الحرب ، والموت تحت الخراب
انقب يمينا ويسارا
عن وجه امي
اخاطب الحلمة بسيدة الوقت والاشتهاء
اعطيني امي
فتعطيني تلك النعومة
مساحة تناسي
وشيئاً من مذاق المدينة القديمة
قبل الحطام
لست سوى هذا الأنا المُجهد القلب والذاكرة
هذا الذي كلما مد الحظ يده مُصافحاً اكتشفت بأني نسيت الايادي في عناقٍ قديم
وكلما اغرتني غيمة بالركض تحت المطر
اعترضتني الاحذية
واصابع الرجل المُناهضة لحدة الرمال الحارقة
وكلما هيأت فمي للبكاء
احترقت في حلقي ذاكرة الكلمات التي لم تُقل
هذا الذي يترنح في السير
ويُعبد الخمر
والصمت
ورائحة الشهوات الخائنة
هذا الذي يعجن السراب
ليُرضي شقف الآمال المنكسرة
ويهدئ جموح الامل الجريح

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى