حيدر غراس - نص فاشل

نص فاشل
-١
ابي لم يكن شاعرا لم يقف على المنصة يوماً ولم يتأبط كتاباً ولم اجد في متروكاته بطاقة لأتحاد الأدباء، لكن لليوم مازالت امي تصيح الله الله كلما ذكرنا ابي في مجلس ما..
٢-
أفشل كعادتي ان أتقيأ ما في رأسي المحشو برصاص الحرب والكثير من (البساطيل) وأن كانت حمراء رومانية الصنعِ،
لكني أنجح وبمهارة فائقة ان اتقيأ مافي معدتي بعد تناول كل طبق(المعكرونة) التي تتفنن زوجتي وقبلها امي في اعداده،
وحقيقة لاادرك السر بذلك، ورغم تكرار الأمر اعود وبشغف لتناوله..
بين الفشل والنجاح امر ما كما هو بين (البساطيل َوالمعكرونة) رغم ان الأثنين
من منشأ مستورد..
-٣
افشل كذلك في الاحتفاظ بما يسمى بالصداقات او الأصدقاء واشعر ان هذه المفردات من الاساطير كالتي نقرؤها في الكتب او التي نشاهدها بقصص الرسوم المتحركة وربما الكثير سيوبخني على هذا او على الأقل سيعاتبني على جحودي كما فعل (صديقي) عزرائيل...
عزرائيل يخبرني بأني اجحده كثيراً
وكأبله أستغرب من هذا ليقول لي
أنت كنت لاشئ يذكر (حيمن) من الملايين التي تقاتلت على بويضة واحدة فقط ولولاي ماكنت الفائز بها
ويقول لي انت كذلك جاحدا ألا تذكر
كيف اخرجتك للنور بعدما كنت ترفس مختنقاً في لحظاتك الأخيرة بين رفث ودم ومخاضات طلق أمرأة متعسرة،
وحينما شاهد بهات وجهي وانفلاته راح يقول دعك مما ذكرت لكن عليك ان تتحسس أثر الطلق الناري الذي اخترق عنقك ليخرج من خلفها وكيف تدخلت حينها ليعبرك الأمر وانت كنت بالكاد تجاهد في أخذ انفاسك..!
-٤
مرة لم تنضج لي القصيدة أمي،
راحت تطبخ اصابعها..
ومرة اضعت وزن القصيدة البقال،
راح يزن السلال الفارغة..
هممت اول المشي حافيا الاسكافي،
استبدل عمامته بأخرى جديدة
تقلبت بفراشي كثيراا
النداف
ارسل إلى المقبرة مسامير كبيرة..
حين حاولت أن اجلس القرفصاء
النحات،
استدان من الحطاب أزميل،
حاولت اكتب فكرة،
رجل:
غريب جدا يسأل آخر
هل قرأت نصا (فاشلا)...؟
.
. غراس..