حسين عبروس - خدّام الفرانكفونية .. العرب

لست أدري لماذا يستهين المثقف العربي بلغته، ونراه يهرول في كل الإتجاهات بحثا عن الشهرة في المنظمة الدولية للفرانكفونية؟ هو سؤال ما يزال يشوّش الأذهان والأجيال.هل هو بحث عن الشهرة أم بحث عن المال،أم كلاهما معا. إن الكثير من الكتاب والأدباء العرب والمثقفين ورجال الدين الذين اختاروا فرنسا مستقرا لهم يحاولون التنكّر للوكن الأصل.ويهيبون بجلال الفرانكفونية في داخل أوطانهم وخارجها، وهم يدركون حقيقة هذه المنظمة الإستعمارية التي تعيد فرض وجودها عبر اللغة الفرنسية تحت أهداف سياسية وثقافية وفكريةواقتصادية.
- إن من كبار خدام هذه المظمة والحائزين على جوائزها على سبيل الذكر من الجزائركاتب ياسين ،ومحمد ديب، ومن المغرب نجد عبداللطيف اللعبي ، ومن تونس طاهر البكري ، ومن لبنان ألكسندر نجار، وأمين معلوف والقائمة طويلة. تمنيت لو حاول هؤلاء الخدام للفرنسية أن يخدم لغة أوطانهم وأن يترجموا لغيرهم من العربية الى اللغة التي يتقنونها ،أو يقيموا للعربية بهرجة ومهرجانا عالميا مثلما يعمل المشرفون على منظمة الفرانكفونية في العالم..قديتهيئ للبعض أنني شوفينيّ ، لكنني في الواقد متفتح على كل لغات العالم وثقافات الشعوب ولست معاديا للغة أو ثقافة مالم تسيئ الى مقدسات هذه الأمة والوطن، ولعلّ المتأمل في مثل هذه القضايا الثقافية يدرك فداحة تلك الخيانة التي يحدثها جيل المتزلفين للفرانكفوية في الداخل وفي الخارج.فسلام على كل مثقف أصيل يتقن العديد من اللغات ولا يتنكرللمنبع وللأصل.ورحم الله الكاتب الروائي الأصيل مرزاق بقطاش ، لقد ظل وفيا للوكن وللأصل حتى وهو يكتبت بالفرنسية ، وحين يجيد فنونها يبدع في لغته العربية.ورعى الله جهد صديقنا المبدع والمترجم الفنان الدكتور سعيد بوطاجين حينما يرثي حال الوطن وسكانه وأحجاره وأطلاله بعربية ندية شفافة بديعة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى