أ. د. محمد حسن عبدالله - لؤلؤ منثور -1- اللؤلؤة : ولا يوم الطين ؟!

لؤلؤ منثور
1- اللؤلؤة : ولا يوم الطين ؟!

" هذه العبارة قالها المعتمد ابن عباد، وكانت مناسبتها أن زوجته (إعتماد الرميكية) رأت من شرفة قصرها النساء يبعن اللبن في القرب ، وهن ماشيات في الطين، فاشتهت أن تفعل فعلهن، فأمر المعتمد بالعنبر والمسك والكافور، وماء الورد، وسيَّرها جميعا طينا في قصره، وجعل لها قِرباً وحبالا من الحرير، فخاضت هي وبناتها وجواريها في ذلك الطين . غضبت اعتماد على زوجها الملك ، حتى قالت : والله ما رأيت منك خيرا قط !! فقال : ولا يوم الطين ؟! "
[ فصارت مثلا .. ] .
2- المحــارة :
- هذا الخبر اتُخذ مفتاحاً لصفة نفسية أنثوية ، تعني أن المرأة مهما أسبغ عليها من نعم الحياة فإنها تنسى هذا كله عند أول إساءة ، ممن أحسن إليها .
- تجسدت هذه الحالة وذاعت حين ارتبطت بالنقيض: فبعد هذه الحياة المترفة في قصر المعتمد بن عباد أمير إشبيلية ، وقد أحاطت النعم بزوجته الرميكية ، فقد انقلب الزمان ، ووقع الأمير في الأسر ، وحُمل مع أسرته إلى الشاطئ الأفريقي (المغرب) ليقيم في أغمات ، فعاشوا في المنفى ، وظهر أثر هذا الانقلاب في شعر المعتمد ، كما كانت الرميكية تعاني المذلة والحاجة، فكانت هذه المفارقة بين حياة الإمارة ، وحياة المنفى كاشفة ومُعَمقة لخبر (يوم الطين) ..
- الكاتب المسرحي الكويتي سليمان الحزامي ، الذي عُرف بكتابة المسرحيات العبثية، متعقباً أفكار ورموز يوجين يونسكو، كتب مسرحية (تاريخية) من فصلين عن (يوم الطين) [ منشورة في كتاب 1984] ، كما كتب الناقد المصري الدكتور أحمد العشري مقالا نقديا عن "الإسقاط السياسي " في هذه المسرحية .
- يمكن أن تتخذ شخصية الرميكية ، وما بلغته في حياتها ( في ظل الإمارة) من مظاهر الترف والسلطان، نموذجاً لحيوات عدد غير قليل من الإماء اللاتي تزوجن بالأمراء والقادة ، فكانت حياتهن تمثل المستوى الرفيع في تلك العصور .
- تستدعي حياة الرميكية [ بين البداية، والاستمرار السعيد، والنهاية القاسية ] أن نعيد النظر في مفهوم [ الجارية = الأَمة] ومستويات ووظائف الجواري في العصور السالفة ما بين جارية المتعة، والقينة (الجارية المغنية) ، وجارية الخدمة، ولله في خلقه شئون ..
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب :" الأعلام " قاموس تراجم – خير الدين الزركلي – دار العلم للملايين – لبنان – الطبعة الرابعة - 1979 .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى