رسائل الشاعر المغربي عبد العزيز أمزيان

* المجموعة الثانية -5 -

حبيبي
قلبي الآن هو من يناديك بها .. بعد أن عاش هذه الكلمة ليال طوال ينتظر يوماً ليقولها لك .. أنت
آه لو تدري حين أقولها كم ترتجف يداي ويرتعش قلبي وأشعر بأن الليل كله ينصت لي .. ينصت لجمال صدقها وعفويتها وبراءتها
حبيبي .. وعمري
بتُ أنتظر الليل .. كانتظار عاشق الليل للقمر .. ولهفة الورد للمطر .. واشتياق السنونو للانطلاق
أنتظر .. وأنا عاشقة لك .. أعد الساعات ويزداد يومي عطشا .. أقف خلف أمنيتي أن أطير إليك وينتهي ذلك النهار الطويل
حبيبي
أعلم أنك لست حلما ولا لقاءً قصيرا .. ولا رجلا افتراضيا خلف شاشة الكمبيوتر
ولكن هو الخوف من فقدانك ثانيةً جعلني أقول ذلك
اعذرني حبيبي .. من يحب يخاف .. وأنا أحبك جدا .. وجداً وجداً
أحبك ولا أعرف عنك سوى ما تكتبه لي .. أحبك ولم تحضن يدي يداك .. أحبك وعيني رأت الكثير ولم ترك
لكن هو القلب عرف عنك أكثر مما يعرفه المقربون منك .. ويدي مع كل حرف أكتبه تتعرق كما لو كانت سنين تنام في راحة يدك .. وعيني تحفظ تفاصيلك وملامحك وشرودك وحزنك وأرى ما لم يره الكثير
أتدري
ماذا أريد الآن ؟
أريد أن أترك الكتابة لك قليلا .. لأتزين وألبس فستانا جميلا وأتحمم بالعطر والغواية وأعود إليك لأكمل
أريدك وأنت تقرأ لي أن تراني أنثى شهية جميلة تحبك وتود لو تأخذها من كل الوجود ومن نفسها وتضمها إليك
ليت لي ذلك .. حينها سأولد من جديد
.... أحبك حبيبي
أميرة الحياة، عبق الزهر، لست أدري ماذا أقول لك؟ الحياة معك يصبح لها سحر آخر، الضوء يسطع عميقا من غيوم اللحظات الهاربة إليك أبدا إلى الخلود، النغم يجري في جسدي ، يعانق طيفك على امتداد العمر المنفلت من ضباب مهد ولادتك العريقة، المدى يسحب عطرك إلى سريري، أكون أنا الريشة التي تصبغ على محياك انجذاب الفصول، وغواية الموت المجنون على أطراف أصابعك، التي تحميني من اضمحلالي وانهياري..
لست قدرا فحسب ، أنت البعث الأول، في أحشاء البذرة في روض الله،، أنت الرنين الذي اختلط في بطن الفجر ، فسقى نباتي، وروى عطشي إليك، فبت نصفي الضائع هناك، فحمتك الآلهة، وألقت في روحك قوة الجذب، وطاقة النظر إلى نصفك هنا، آه كم أنت مبحرة في موجي ! ربما تعرق يدك رمز تاريخ غابر، كنا نتمادى فيه ، على النجوى، حين كنا نسكن صرح الماء ، حين كنا نلهوا على أوراق النسيم العليل، ونحلم بالمطر، ليتك تهمسين لليل أن يكون رفيقنا الذي يطبق علينا أنفاسه، ويغلق على جسدينا صخب النهار..
أنت لست حلما، أنت لست امرأة من ضباب ، ،ولا خيالا يراقص نوافذ الليل في خلوات العمر، أنت أزل ، كان في الحياة ، أنت رونق وردة افتر ثغرها عن ابتسامة طلقة، وعن أمل يومض للأبد في وجه المساء..
عبد العزيز أمزيان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى