د. عادل الأسطة - ذاكرة أمس ٦ : كورونا حوادث السير

كانت الأوضاع في المدينة أمس عادية . حركة مواصلات نشطة وأسواق تجارية عامرة وشباط في نهاياته وأعداد الإصابات بالكورونا ، والوفيات بها أيضا ، في ارتفاع.
لو كان المرء طفلا لما فكر بالوباء تفكير الكبار به .
أمس اصطحبت ابني أخي ؛ علي وعمر معي إلى المدينة وكل ما يفهمانه من الوباء ، أو كل ما يعنيه لهما ، هو أن الدراسة تعطلت وأن عليهما أن يرتديا الكمامة ، وخلافا لهما كان الصديق
خليل حمد
الذي يأخذ الأمر مأخذا جديا ، فيكتب منبها ومحذرا ولافتا إلى أن الوضع جد خطير . لقد توقع الصديق أنه سيصاب بالفايروس خلال عشرة أيام ، وتوقعه ناجم عن متابعاته أخبار ازدياد تفشي الوباء .
" الكورونا لن تنتهي وستتعايش البشرية معها " قالت أستاذة جامعية في جامعة عالمية ، بناء على دراستها تاريخ الأمراض من الملاريا إلى السل فالطاعون فالجدري ، والأخير فقط هو الذي انتهى بلا رجعة .
في ساعة متأخرة قرأت على صفحة الإعلامي
Ali Daraghmeh
خبرا فاجعا ، فثمة شابان من قرية سالم القريبة من نابلس ، وهما في الثامنة والعشرين ، قضيا في حادث سير . حوادث السير كورونا ثانية والناس في بلادنا تنعت السيارات ب ( عزرائيل ) الثاني .
شخصيا ما عادت تفرق معي . لقد صارت الأشياء تبدو عادية . إن كان للمرء عمر فسوف يحيا ، وإلا فهي منيتنا ؛ بالكورونا أو بحادث سير أو " من نكد الدنيا " على المرء أن يحيا طوال عمره تحت احتلال أو في مجتمع متخلف أو في سلطة لم تنجز شيئا سوى إفساد العلاقات الأسرية الهشة أصلا ، حيث تسهم في تحويل مواطنيها إلى جواسيس ومخبرين ، وما يخفف عن النفس قصائد بدر شاكر السياب ومظفر النواب عن المخبرين ، وقصة زكريا تامر " الجريمة " .
حين يتحول أقرب الناس إليك إلى مخبرين عليك وبمباركة السلطة فطز .
صار الواحد منا مثل محجوب عبد الدايم في رواية نجيب محفوظ " القاهرة الجديدة " لا يواجه الاحتلال والسلطة والتخلف الاجتماعي إلا بكلمة واحدة هي :
- " طظ " .
العام الثاني للوباء يبتديء و ... .
- " طظ " .
صباح الخير
خربشات
١ آذار ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى