نوادر إبراهيم عبدالله - عدو الظلال

غصنٌ مائلٌ على رجل كهل
وإبرٌ كثيرة وقشَّة واحدة
جيشٌ عرمرم وعدوٌ وحيد
وبعض الجداول تضم الرمال
بُهاق يصيب وجه المرايا
ووجهي معتم
خدوش طويلة لعصرٍ تلاشى
وكفي تصفع تجاعيد الطريق

تمادت لحاظ الوقت قليلًا
وصبت سنين التلعثم
على ألسنة الصمت
أشعلتُ كهوف العنكبوت
لأشهد ميلاد شبح خفيّ
يطارد نومي ورجلي الخائن
يصادفني جاثوم الموت
وأغرق في بئر شفاف

أجد الحصى متشنجا
والأصداف مغرية ترقص
وقوقعة كالمتاهة تبرق بعيدا
أحاول أن ألحق بها
أحدد كم ميلا سأصمد
أهرول صوب الضياء
لتنخفض حراراتي
أتجمد ويدايّ ترتجف

ما هذا السراب؟
أين الحقيقة؟!
أهيَّ في عمق المحيط؟!
أهذا طريق النهاية؟
أين أنا؟ أين الطريق ؟
أسمع صوتًا يُكابد
يُداري خوف التلعثم
وينطق اسمه مرارًا

أكان الصوت حقيقة؟!
وصداه عقيم الإرادة؟!
تهافت ظنِّي وأذنب
تكابر عليَّ ومضى
تركني أهلوس وحدي
أطوي ظلالي وأشهق
أراني دجلتُ بحقي
لبستُ ثياب النَّخَّاس
أدخنُ خيبات الجميلات
أُزعنف ضفائرهن
ورائحة الشتائم طليقة
دماثة نفسي تَّأَنتْ
وطال عذاب الضمير

حِدادٌ بحدِ البقاع
ولعنٌ صريح المصير
وتبًّا لذاك البهاق
حرمني عيون المرايا
تباءس ظلي وغادر
ووحدي أحاصر نفسي
بنفس الخمول الكئيب
وما زال غصني يميل
لعلَّ الرجل يستيقظ
ويصلب عدو الظلال
  • Like
التفاعلات: أبية الريح

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى