د. عادل الأسطة - ذاكرة أمس ١٠ : كأنها أجواء حرب :

وأنا أمشي أمس في البلدة القديمة / نابلس ، وكانت الأمطار تتساقط تساقطا خفيفا ، كنت أتوقف تحت بعض المظلات بذريعة تجنب المطر ، في حين أن الدافع الرئيس للتوقف كان الإصغاء إلى ما يقوله محافظ المدينة حول ما ينوي اتخاذه من قرارات بخصوص تفشي الوباء .
أحد أصحاب المحلات قال لي تفضل فأعلمته أن قصدي هو الإصغاء ، وقد أوحى إلي بأنه يدرك هذا .
صاحب محل آخر اشتريت منه أبدى استياءه من القرارات التي أعلنها المحافظ ، فهمس لي بأن المحافظ لا يعرف المدينة جيدا ، وقال بأنه ، وهو يبيع ، يحافظ على مسافة متر بينه وبين الزبون .
وأنا أتصفح مساء صور الفيس " your story " التفت إلى عبارة :
الإصابات في رام الله والإغلاق في نابلس "
يعني الكلام للجارة واسمعي يا كنة - إياك أعني واسمعي يا جارة .
في مقهى الرشيد ، حيث شربت شايا مرا ، كان الرواد قليلي العدد ، والنادل الذي أضاء الكهرباء حيث جلست رحب بي كعادته مستخدما دال " أستاذ " . ولا أعرف إن كان قرأ ما كتبته قبل يومين ثلاثة عن جلوسي في مقهى الشيخ قاسم / آسم ، وتوجهي بالكلام إلى بلدية نابلس للإسهام في ترميم هذه المقاهي ، باعتبارها تراثا وأماكن سياحية .
كان المقهى في ستينيات القرن ٢٠ مزدهرا وجديدا والآن ، إن نظرت إلى سقفه ، يبدو قديما متداعيا يحتاج إلى ترميم .
أهالي نابلس منقسمون فيما بينهم بخصوص قرارات الإغلاق المقر من صباح الأحد حتى أسبوع .
وأنا أصغي إلى المحافظ يتكلم عدت بذاكرتي إلى الخامس من حزيران وصوت أحمد سعيد وإذاعة " صوت العرب " . ثمة صوت جهوري يعلن بيانا هاما .
أجواء الشتاء وأجواء المقهى معا حثتني على المغادرة لأمشي تحت المطر حتى لو تبللت .
قرب المقبرة الغربية أمعنت النظر في ألواح الزينكو التي تحيط ببقايا آثار المنزل الذي سوي بالأرض لقدمه ، حتى يقام مكانه بناء جديد ، ولا أحد يهتم بالمباني القديمة كجزء من تاريخ نابلس ، وقبل أشهر هدم بيت رئيس البلدية الأسبق أحمد السروري على الرغم من احتجاجات بعض أبناء المدينة .
أجواء كابوسية صارت تسيطر على المواطنين بسبب تفشي الكورونا وعدم توفير اللقاح للراغبين فيه .
إذا انعدمت الثقة انتهى الاحترام وحل التوجس والخوف وأجواء الكراهية ، وربما الكورونا هي من يخفف قليلا منها - أي الكراهية ، فأنت لا تدري ماذا سيأتي غدا !! هل للكورونا بعض فوائد إذن ؟!
صباح الخير
خربشات
٥ آذار ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى