عبد الأمير خليل مراد - احتمالات.. شعر

• ‏يا عبدُ اخرجْ من هَمّكَ تَخرجْ من حَدّك.
• ‏يا عبدُ بَنيتُ لكَ بيتاً بيدي إن هَدمتَ ما بنيته بيدك.
• قالَ لي: إذا كانَ غَيري ضالَّتك فاظفرْ بالحَربْ.
• ‏قالَ لي: مَنْ لمْ يفرَّإليَّ لم يَصلْإليَّ.
• ‏قال لي: ‏إن لقيتِني ‏وبَيني وَبَيَنكَ شيءٌ ممّا بدَا فلستَ منّي ولا أنا منك.
• ‏قالَ لي: المَماليكُ في الجَنةِ والأحرارُ في النارِ.
• ‏‏قالَ لي: كلُّ كاتبٍ يقرأ كتابته، وكلُّ قارئ يَحسبُ قراَءَته.
• ‏قالَ لي: إذا تَكلّمتَ فتكلمْ، وإذا صَمتَّ فاصْمتْ.
- النفري.
‏أظمَتْنيَ ‏الدُنيا فَلَّما جِئْتُها
‏مُستَسقياً ‏مَطَرتْ عَليَّ مصائِبا
‏- المتنبي .


احتمالات

(1)
حينَ لا أَمْلِكُ ‏إلا أن أقذِفَكَ
‏بِهذا القَلبِ
‏الذي تَدوسُهُ حَوافِرُ العَنْقاءِ منْ كُلِّ جانِبْ
‏حتّى يقفزَ مِنْ صَدْري
‏كالقُططِ المسَعُورةِ
‏دَعْني .. أَصْرُخُ
‏" أَصْرُخُباسمِكَ "
‏من أعْماقي المَسكُونَةِ بالضَّجرْ
‏وأجيرُ ‏عُيوني مِنْ صُورَتِكَ الوَهمّيةِ
‏التي تَغزو ذَاكِرَتي بِلا استئذانٍ
‏واتركْني أصَفّقُ وَسْطَ الحَارَةِ...
‏كلَّ مَساءْ
‏وأخَضِّبُ سَحْنتكَ الوَثنيةَ بالحنَّاءِ
‏وَأسْفِكُ ‏عِنْدَ قدَمْيكَ الوَرْدَ
‏لأبُارَكَ فيكَ جُنُوني
‏أنا ... أنتَ
وأنتَ ... أنا... ؟
‏وَكِلانا ‏مَأخوذٌ بحُلْمٍ لمْ يَنتَهِ...
بَعدُ ...!

(2)
‏خُذْنِي هذه المرَّةَ
‏لأُضْرمَ ‏النارَ في جَسَدي الناحِلْ
‏وَلا أهمَّ ‏بشَيءٍ لمْ ينلْه ‏أبو الطيَّبِ المتنبي( )
‏فليسَ عِندي إلا بَقايا جُمْجمةٍ سَوداءَ
‌‏وَعِظامٌ لايكسوها اللْحمُ
‏وَلكنّني رَغْمَ أفولي
‏أحلمُ ‏بالقَمَرِ الذي لنْ يُضيءَ شُرْفتَنا
الليّلة
(3)
حينَ ‏‏يأكلُ خاصِرَتي المِلْحُ
‏وتَرميني أمّي في فَضَلاتِ الشَّارعْ
‏وَبعدَ سِنين
‏تَقْذِفُني في سلَّةِ المُهْمَلات
‏التي يَخلو منْها شارِعُنا القَديمْ
‏أعْرفُ ذلكَ يا حَبيبي
‏لأنّني طِفلٌ لا أفقهُ كلَّ الأَشياء
‏وقَد أكونُ بعدَ حينٍ رجُلاً مَعْتُوهاً
‏وفِي يَدي برتقالةٌ
‏لا أعِرفُ كيَفَ
أوزِّعُها
(4)
‏حِينَ ‏نُغادِرُ دائرةَ الاحْتِمالْ
‏كي نَسْكنَ في غَيْبوبَتِنا الأبديَّة
‏حيثُ لا لَيلى ‏تَنْدُبُني
‏في عِزِّ النوَم
‏وَلا شَيخُ المَعَّرةِ يُقعدُني ‏عَلى جَرِيدِ النَّخلِالسامِقْ
‏كيْ نَتَجاذَبَ بحِرَارةٍ
‌‏بعضَأحاديثِ كآبتنِا المعْهودَةِ
‏دَعْني.....
أَيُّهَا الراكِضُ في حَدَقاتي
‏و كالسَّرابِ الأَبيضْ
‏أتملّى في الدَّوحِ المَليءِ بالأحْجارِ الكَرِيَمةِ
‏وأقيمُأَعْراسي في بَعْضِ زَواياكَ
‏الحُبْلى بالأسرارِ العِلّية
(5)
‏حِينَ لمْ يَعُدْ وَجْهي جَمِيلاً في مِرآتكْ
‏وَقُمْصاني الأنيَقةُ
‏التي تَلْبَسُها أخْتي
‏بَعَد غِيابي
‏لا تليقُ بِحَضْرتِكَ المَغْزوَلةِ بضُلُوعي
دَعْني .......
‏أُكَسِّرُ مِرآتي بالمَطَرْ
‏كيْ لا ‏أنزْعَ عَنْ رَأْسِي كُوفِيّة جَدّي
‏ذي القَلْبِ ‏المُدَجَّجِ بالحُزْن
‌‏يا حَبِيبي ....... أَيُّها الحَجَرُ
المْوجُوعُ......... بِحُبّي ..... !
‏(6)
للدَقائقِ التي تَحُزُّنِي كالمُديةِ
‏وللمُديَةِ ‏التي تُوزِّعُني ‏
على صُخُورِ ‏الجبلِ المَلْساء
‏أَشْدو بِنَشيدي
‏ذي الكلماتِ الوديعةِ
‌‏التي ‏يألفُها نَبْضي الهائجُ
كالبحرِ
‏ ‏وأُغَرّدُ بتَراتِيلي السّحْريةِ
‏عُصْفورًا ‏يَتنقَّلُ مابينَ القمّةِ والسَّفحِ
‏تَعْرفُني أزهارُ حديقتِنا الحمْراءِ
‏وأنا بَعْضُ فَراشاتِ مَدِينتِنا الجَميلةِ
‏والجَميلةِ بكلِّ ما يَتَمَنّاهُ الطائِرُ
‏الذي لا يَتَنَفّسُ غيرَ الصُعَداء
‏(7)
في هذهِ البرّيةِ
‏عَينايَ ‏زُجاجتانِ ‏
‏ولا زِئْبَقَ في الكُوزْ
‏زُجاجٌ لم تلْمَسهُ العُشْبَةُ
‏وَقلبِي حَطَبُ اللحَظَاتِ العاريةِ ،
‏المُتَوهِّجة بالعِشْقِ
‏كأزهارِ الرُّمّان الأحمرْ
‏أنا طِفْلُ الشِّعْرِ الكَئِيب
‏وجَسَدي زَوْرقٌ من الدُّخَانِ الأبيضْ
‌‏وَشُطْآني ‏عناقيدُ ‏اللذَّةِ ودُفُوفُ الرِّيحِ
‏فَمنْيهيِّءُ لي مِجْدافاً
‏يَأخُذُني إلى الضفّةِ الأُخرى
‏أَنا.. أمْ .. أَنتَ .... ؟
(8)
‏دَحْرجْني ما بينَ شِقُوقِ البابِ
‌‏أنا كُرةٌ ... لا
‏لا... لا أدْري... !
‏هلْأهْبِطُ من تُخُومِ الأبراجِ الوَرقيَّةِ
‏وأغتسلُ منَ بَراءَتي...
‏بماءِ الجَنّاتِ السَّبعِ
‏كيْ لاَ أتطايرَ كالصَدَفِ على حبّاتِ الرَّملِ
‏فصَدِيقي ذو العينينِ الرقيقتينِ كثيراً
‏والذي يَبدو طيِّعاً كالمِغْزَلْ
‏يُلْقي ‏في عَباءتي بَعْضَحِجاراتٍ
‏تَقْطُرُ من ماءِ سَذاجَتهِ
‏كي ‏يُغرقَني بِلَطافتهِ " ‏الرائعةِ جِداً "
‏وَلكنّي .....آهٍ
‏لمْ أغْرُفْ من بَحْرِ سذاجتهِ " هذه "
‏إلاّ نَخْلةَ " عُرْقوب "
‏فآهٍ مِنْ نَخْلةِ" عُرقوب " التي لَنْ تأتيني
‏وأَنا أنَتظرُالعمْرَ .....
‏وَلا أدْري
‏إنَّ هذا العُمْرَ يا صَدِيقي
‏يَتَدَحْرجُ بَطيئاً على أَعتابِ السُلَّمِ
(9)
(إذا تَمَّنتْ ‏نَفْسُكَ بقاءَ الأَبدِ؛ فَلا تَسكنْإلى أَحدْ)( )
(‏التوحيدي)
(10)
‏سأمْتَطي ‏فَرَسي
‏" فَرَسي الضَّارِبَ في لُجَجِ الريح "
‏وأُقَيّدُهُ
بِغُبارِ اللّعْنةِ


عبد الأمير خليل مراد



من ديوان صحيفة المتلمس - 1999

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى