كمال علي مهدي - الهزائم.. شعر

كنت أحسب أن عبلة تعرفني
لأنها كانت تمسح الدماء عن صورتي الوحيدة
التي التقطتها لي في كربلاء
أخيرا تفرغت لعدّ الهزائم
لماذا أنا في الجب وزنزانتي في الطريق إلى الكوفة؟
ظامئٌ فوق دجلة
مجفّفٌ في ذاكرة الأولياء
معلقٌ على أستار الكعبة
آيةٌ بشريةٌ تئن في كتاب الصعاليك
معجزةٌ خانها الأنبياء
لكنها تبدو على التلفاز كباقة بربرية
لماذا أعاتب المرآة دائما على هالة السواد المحيطة بعينيّ
كبدٌ ..معلقٌ في السحاب
وقبرٌ ينام على سريرٍ متحرك
الصورة فعلا بلهاء
لرجلٍ يقاوم السوس على الشاشات والعطن في غرف النوم
النخيل اللواتي تظلّك تعاني من حرقة أغسطس
قلبك مثقل بالتعاويذ وأنت تغالب صعود السلالم
أنت عكاز قديم يعبث به الصبية أمام الحوانيت
هلامي
فكيف يشعرون بدفئك
ويخجلون من عريك بين الطوابير
البنات اللواتي يراسلنك سقطوا للتو
من جيوب أصدقائك
لا تغرنك ابتسامة العابرين
فالقادمون لايستحقون هذا النشيد
أصدقاؤك في المشهد الختامي يلوحون لسيارة الموتى
يهرولون حينما يطلق الحكم صافرة البداية
وحدك في المرمى تعدّ الهزائم
وهم يشيرون إليك بالسهام


كمال علي مهدي \ الاسكندرية
19\ يوليو 2019


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى