نبيلة الوزّاني - لَنْ أُخبِرَ أحداً

بِكلِّ أناقةِ صبري
ها أنا أُفاوضُ الورقَ مَرّةً أخْرى
على فُسحةٍ مِنْ ضوءٍ
لأمْتطيَ مَشاعري
وأَنطلقَ مقدارَ
ما يسمحُ بهِ مَخزُوني الصَّغير ....
الورقُ فضاءٌ مفتوحٌ لكلّ الاحتمالاتِ،
والصَّمتُ مَركبةٌ حاذِقةُ التّحليقِ
أُحاولُ إدارةَ دفّتِها
لطيرانٍ آمِنِ العودةِ منّي ...إليَّ....
لَن أُخبْرَ أحداَ
كمْ مِن أجنحةٍ
عُطِّلَتْ فيها مَناعةُ الهواءِ
فروْنقَتْ أرياشُها وسائدَ
لأسِرّةٍ مُكتسَبَةِ الصّلاحية......
كمْ مِن نوافذَ اشرأبَّ الأملُ
مِن بينِ عَيْينيْها
وعادَ بِرَجْعِ سَوادْ !...
وأنَّ السَّواقيَ ارْتَداها الظَّمأُ
فانْحنتِ السَّنابلُ
بآهٍ طويلةِ الاحتراقْ....
ما أغلَظَ عِقَالَكَ
أيُّها الحِمْلُ العَصِيّ ُ!!!
تتكدّرُ حساباتُكَ في ضُلوعي
حينَ تنفثُ رئتُكَ ثقلَها
على ظهرِ التّحمُّلِ المَشروعْ ....
متى ستعتزلُ هُدوئي
وتتدَحْرجُ نَحوَ قاعِ
الانتِهاءْ؟!
......... تماماً ........
كالأحلامِ الورديّة المُثقلَةِ
برحيقٍ أكبرَ مْن صدرِها ،
الكلامُ يَتوالدُ في صوْتي
الحبرُ يُحاولُ تقليدَ فمِي
،،،أَسكتُ ،،، أَضيعُ ،،،
،،،أَتيهُ ،،، أَعودُ ،،،
أَبحثُ في الصّمتِ عنّي
وهاتفٌ يَقطَعُ استِرسالَ هذياني :
لَن أُخبرَ أحداً
أنَّكِ مُصابةٌ يا صغيرتي
بتضخّمٍ مَركزيِّ
فلا مساحةَ بعدُ
لشهيقٍ مُكتملِ اليَقينْ ...
..... لماذا ......
أين ......
.............كيف؟
سؤالٌ ثلاثيُّ الذّهول...
المُبتدأُ .... انهمارُ القصيدةِ ،
الخبرُ .... سيمفونيةُ الصَّمتِ
والحالُ ...
دهشةٌ مُلتهبةُ الصّدى....
لن أخبرَ أحداً
بأنَّ العطشَ
يَفضحُ عيونَ الليلِ الخادعَة
يَكفي أنّ النّهارَ
يشربُ ما بينَها
شيئاً. .. فشيئاً
وأنّ للرِّحلةِ أكثرَ
مِن مركبةٍ واحدَة....
،،،
نبيلة الوزّاني ( المغرب )
01 / 03 / 2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى