أ. د. عادل الاسطة - يوميات "الست كورونا".. الجزء الثالث - من 1 إلى

من يوميات "الست كورونا" . سلسلة يوميات يكتبها د. عادل الاسطة ابتداء من اليوم ٧ آذار ٢٠٢٠ ، وإلى حين .
جامعاتنا والكورونا والتعليم عن بعد ١
:
هل أحمد الله لظهور مرض كورونا ؟
لولا كورونا هل كانت جامعاتنا تتخذ قرارا مثل هذا - أي التعليم عن بعد ؟
حين كنا نسافر للمشاركة في مؤتمر علمي كانت إدارة الجامعة تصر على أن نعوض محاضرات أيام الغياب ، وحين اقترحنا عليهم التعليم عن بعد - وقد أفدت هذا من د . أحمد زويل في مقابلة له مع فضائية " الجزيرة " - كانت أذنا المسؤول واحدة من طين والثانية من عجين .
ببساطة كان يمكن تكليف الطلاب قراءة صفحات من كتب والتواصل معهم الكترونيا ، وكان يمكن أن يشاهدوا المحاضرات المصورة المدرجة على موقع الجامعة ، فأنا على سبيل المثال صورت محاضرات مساقاتي كلها . ما على الطلاب إلا متابعة المحاضرات الكترونيا فأكون حاضرا أحاضر .
كم مؤتمر منعت من المشاركة فيه بسبب حرص الإدارة على مصلحة الطلاب إن سافرت ؟!
ها هو كورونا يفرض على الجامعات تعطيل شهر كامل .
للأسف لم أكن كورونا .
إن شاء الله لا تكلفني هذه الكتابة حجز ما تبقى من مستحقاتي أو عدم إعادة مستحقاتي التي خصمت زورا وبهتانا .
صباح الخير يا إدارات جامعاتنا !
بدري
والله بدري!
صباح الخير
خربشات
٧ آذار ٢٠٢٠

***

- الكورونا والقضاء على العادات السيئة ٤ :

أما وأن الرعب دب في الناس بسبب الست كورونا ، فلا أقل من أن تقضي على عاداتنا السيئة المتفشية والمسببة لأمراض أخرى مثل التقبيل والمصافحة واللمس والتفاصح الزائد عن حده بتوصيل رسائل تعني للموصل شيئا ولا تعني للموصل إليه أي شيء إلا أن الموصل جحش كبير يحشر أنفه فيما ليس له به صلة .
أمس ، في الشارع ، اكتفيت وجارا لي بالحديث عن بعد - تقريبا مسافة مترين .
لم تتصافح أيدينا ، فالكورونا تترصد ، وهذا حسن ، فماذا لو كانت يدي تلوثت من كيس القمامة الذي رميته في الحاوية ولم أعد إلى الشقة لأغسل يدي ؟
روى لي جاري الحكاية الآتية :
- قبل أيام كان الموظفون ينتظرون أمام الصراف الآلي لاستلام رواتبهم ، وجاء رجل مستعجل مع صديقه ، فعطس ثلاث عطسات وقال لصديقه بصوت عال :
- أمس جئت من الصين .
ما إن رأى المنتظرون ما رأوا وسمعوا ما سمعوا حتى تركوا دورهم وانسحبوا طالبين السلامة .
في الحافلة إلى القدس قال أحد المتحدثين هناك ( سيجر ) - إغلاق - بسبب الكورونا ، وحثنا آخر على مواصلة الرحلة ما دمنا ذاهبين لنصلي ركعتين في الأقصى ، وسيعمي الله الجنود .
في معبر قلندية لم يشفع لنا العمر ، فال ( سيجر ) كان بسبب الست ( استير ) وعيد المساخر ، وعدت وصديقي خائبين ، وتذكرت ما كتبته عن العظم في الشوربة والخيبات .
الكورونا على ألسنة الناس كلها .
صباح الخير
خربشات
١٠ آذار ٢٠٢٠

***

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى