زياد السعودي - كابوس..

الماءُ المنهمرٌ من سماءٍ سوداء، ما أن يلامس الارضَ حتى يتّخذ ملامحَ السبخة المشوبة بالطين، تصاعدات الطين التي تُذعن لطرق زخات المطر تبدو مخيفة تتشكل بهلامية، وتنزاح يمنةً ويسرة كأنها تمارس رقصا غجرياّ! ،على صغرها كان يراها كمخلوقات غريبة تزجره بنظرات تحمل أسئلة مرعبة فوق احتمالات شعوره بالسكينة والأمان،سيّما أنه كان يرى أن المطر / البرد / الطين ...ثالوث يغتصب ذلك الشعور.
يزحفُ كبقية ليل يتكئ على جذع بلوط مُهملٍ غير آبهٍ بذلك الثالوث، يبحث في محيطه عن لا شيء !! ، رغم ذلك، ثمة قوة ما تجبره على البحث في محيطه.
على يمينه بقعة اختفت منها تشكلات الطين الهلامية رغم سقوطها تحت ذات الوابل من المطر!!، يزحف نحوها بهستيريا، يزيح الطين بيديه، ثمة ملامح جثة بدات تظهر !!، يتجه إلى موضع رأس الجثة، ينبش .. يزيل الطين، يحفن، بعض الماء النظيف، يغسل الوجه المختفي تحت تموهات الطين، ليتعرف أو ليحاول أن يتعرف على هوية صاحب الجثة .. تتضح المعالم شيئا فشيئا.. ليكتشف أنها جثته هو !! يهرب الى الجذع هلِعاً!!! يستجمعٌ شجاعته يعود إلى الجثة فلا يجدها فيتساءل من الذي هرب إلى الجذع هلَعاً؟!!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى