كمال علي مهدي - قصيدة (الشهيد)

ترجلت قبلي
فخانك متكأ في الضمير
ترجلت
منفرد أنت في سورة (العاديات)
وهم حزمة في رباط يطول..
يشد عراهم
ويمتد من حشرجات المداد
إلى ثيبات الخيول
فعيناك حقا (معوذتان ) تورطتا في النزول
ترجل
ولا تأمن المهتدين
الذين يدسون حتفك بين السراويل
ثم يعيرون ولدانك الخضر مريلة الأتقياءوشيطنة الخالدين
***
وموت كموتك مشتعلا لايصونك
فهم يحفرون الجماجم أو يزرعونك
وإن كنت حتى قيامي على ثلة الثاكلين أكونك
وإن كنت دونك
ألمس صمت الضمادات ثم أخونك
لا والتي أبكت المرسلين
أروح لقبرك يا صاحبي
كصبارة تائهة
وأعترف الآن بالخزي
أقسم بالسنبلات اللواتي احتوتك
أدس النياشين للمرأة النازفة
وللثأر في كفها رهبة المعجزات\ عبوس الميادين\ بوحك في الأحجيات
كأن الشموخ الذي أرق البحر
لا ينتمي للضلوع
كأن الذي فاز بالأمس قد فر من كبوة الفاتحين
فيا سورة (الفتح) لا يفتح الداخلون أو الخارجون إلى الموج بابا
وتبت وتابا
وتبت خرائطنا والتهمنا القبابا
*********
أنت تسيل على على قرية في الغروب
لها كالشموس التي أرختك
تحن ...وفاطمة الآن تختصر النادبات بحقلك حين تهز النخيل
وتعرف إنك لا تستريح لجمر سواها
فلا تكشف السر عن خصلة بايعتك
وحلم توهج بين ربوع هواها
***
فلا البحر يحتد حين تجرده من هواك
لا يمنع الموج منك سواك
***
تورمت في حشرجاتي
تورم !
فما عاد يشفع للموريات انشغالك بالنزف بين الأخاديد
وما عاد انصاتك الدموي عنيد
وما عدت تعبأ بالعاديات الودود
أيا مبحرا في الدماء تريد الصعود
ترجلت مدخلا لا يعود
وهالك سفر المياه المبجل في قبعات الجنود
فلا تتهج انشطارك في محنة الأنبياء
ولا لوثة المد بين الطوائف
إذ يبحرون لعام الرمادة
فأنت توخيت يا صاحبي موردا في حمام الخنادق
حتى تسطر فيه السيادة
********
تنبأت موتا
فيا ورطة الأنبياء الذين يدسون خاتم عرسك في غفلة البيد
أو حانة القبعات
فيا واحد المفردات
بصولتنا ميتون
برغم الجرائد والموبقات
وبالرغم مني ومنك
ومن كرّة الحوقلات \السجود
نفورك من كبوة في الحقائب
عصيانك المدرسيّ الفريد
ستبقى الشهيد علينا
لأنك أنت الشهيد
لأنك أنت الشهيد

كمال علي مهدي


* من ديوان (يوم يكون الراعي) مهداه إلى كل روح حببت الموت إلى نفوسنا
بمناسبة يوم الشهيد




  • Like
التفاعلات: كمال علي مهدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى