حاميد اليوسفي - الصدمة.. قصة قصيرة

على هامش القمع الذي تعرض له المدرسون والمدرسات الذين يطالبون بالإدماج في الوظفية العمومية .


قرر ماهر المشاركة في المسيرة التي دعا إليها زملاؤه في المهنة . أكثر من ثلاث سنوات وهم ينظمون المسيرات ، للمطالبة بإدماجهم في الوظيفة العمومية .
ماهر لم يمض على تعيينه سوى بضعة أشهر . عندما نزل من القطار ، وخرج من المحطة ، وجد نفسه وسط حشد كبير من المدرسين ، والأمن والشرطة والعسس بكل أصنافهم . لم يفهم ماذا جرى حتى رأى عصا تنزل على رأسه ، مال قليلا فأصأبت كتفه . لم يصدق بأنه تعرض للضرب والرفس والسب ، وكل ذنبه أنه قرر أن يحتج على وضعه .
استغرب لقصر الحبل بين مقر التلفزيون ، ومحطة القطار . حدث في ذهنه تماس كهربائي بين صورتين . التلفزيون يشبههم بالرسل والأنبياء ، وأمام محطة القطار ، الشرطة تطاردهم مثل الكلاب المسعورة .
في بداية الأسبوع المقبل سيعود إلى القرية التي توجد بها المدرسة . سينتقل الألم من الكتف إلى الذراع ، ويجد صعوبة في الكتابة على السبورة . رغم ذلك سيوزع ابتسامته الساحرة على الأطفال كالعادة ، لكنه سيتمنى مع نفسه ألا يكبروا ، حتى لا يحدث لهم ما وقع له بالقرب من مقر التلفزيون بالعاصمة .

مراكش 17 مارس 2021




1616095748185.png
  • Like
التفاعلات: عصمت محمد بدل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى