حمزة باشر - أكبُرُ مع هذا الظمأ

جعلني أكبَر، هذا الظمأ
الذي يتآكل من رزاز الضوء،
يفلت شعاعا، هو فتيل وقتي
الذي يتقطع، جعلني أصمد هذا البريق
تلك المسافة، هي قصتي المدفونة
بين شفتيك، مساحة النظر
أكبر، مع هذا الظمأ

أربّي شغفي من نبع المدينة
وأنا أتسكع في شرود قرب "شاري"
يحلم في إعادة حياة وفيه للمرض
إلى المعاناة، أهدي تعبي الودي، وانتظر...
ثمة فراغ ما، يكبر في هذي المدينة
أمد يدي، من لهيب سوادك
يطلّ فجر الزمن المباغت
إليكِ
وأنا
أعيد ترتيب الأشياء...
خيمتي التي غادرتها الرياح،
كوخي الذي يتصاعد، فتنة الأسماء...
وجع الذاكرة، صرير البرميل...
وأنا...
أنظر في وجهي الذي يتكاثر
طعنة في الأنف، وجه ضمه الكد
ضباب الرؤيا، تجاعيد تبشّر بالخراب
تعب النظر الواقف
خلف وجعنا الذي يبقى، ولا يبقى
حزننا الحاضر كما هو، مرضي
يتيه في ظمأي الأكبر
وأنا...
ما زلت رهين التساؤل
كيف شاهدت تلك الغيمة الهابطة
من كهف الزمن؟

حمزة باشر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى