حميد العنبر الخويلدي - المبدع واستبصار اللحظة الكثيفة

المبدع الذي كان قد اتمَّ ادوار تحوّلات تجربته ودخل عالم النضج الكامل بتمامه لها ، كان قد عرف بلا منازع كيف يمد ملقطَهُ الباهر ، ليستجلب الخامةَ الصاحيةَ كالعقيق فيرصفَها في مكانها المحسوب والمقاس وجودياً ،، اذ انّ الوجود والمبدع في وحدة اشتراك لصناعة الخلق الفني المقترح ، فالنص ايما نص ولو هي الرواية او الثورة ، لابد تحت جهدين اثنين حتماً،الذات المجردة من كتلتها المادية والوجود بماهياته الترابطية مع الموضوع هنا كمُل َ النصاب ،اما علو المستوى لو سألتنا تحدده الضرورات القدرية ونضج الطاقة الذاتية وعبقريتها ،،
علي السيد،،،،
من هذا النوع الذي اجتاز رياضات ذاته،
وتحولاته، واصبح مجرد ان يحدس او يرى
تنتشر افراده كالجراد الافريقي واعني هنا منظومة اللغة المدربة والمجربة ومفرداتها،،،فكان عليه هو بالذات فقط يامر بسره وحقيقته،،،
لذا نصوّب ونقول ان يجب ان يكون الدرس الاول والمعلم الأول معافيين في الاشواط البكر ،،لكي نربح جهد التجربة عندالشاعر تباعًا ، بالاضافةلمستوى الموهبة التي استودعها الغيب في داخل هذي الكينونة التي هي الشاعر المرتجى ،،
وكالنبتة تبدأ بذرةً وبادرةً وتنمو تصاعدياً ورويدا رويداً تعطي أُكُلَها فتورق وتزهر وتثمر ،،هكذاهي تجربة الفنان من اول اساساته ليّن العُود يبدأ ينبش وينتبه يثبت ويستبدل يخطأ ويصحح ،،حتى تستقيم انظمته التي نسميها افراده ،،
حيث انّ المبدع الشاعر تعبيري يتعامل مع اللغة واللغة كائن حي يتسع ويضيق حسب موازين الرؤى والابتكارات ،،
وهذا ناموس ينطبق على كل الشيئيات بدئاً بالصغير كالوردة الشجيرة حتى الحضارة وعمر الانسان وتطورات وقته
كيف كان بدأ نطفةً وعلقةً و،و، الخ حتى ينهض علينا بخروج ريادي ليطرق باب
الوجود حين ولادته وصرخته ،، التي نقول انه ماصرخ الا كونه استلم الامانة وهي الموروث الكوني الثقيل وحفظ الاداء وسياقات المسؤولية باعتباره الانسان ،،،
ولكي لاننجر الى تفسيرات ابعد عن النص ،،نعود ونقول انّ صحاوةَ وعافية النص عند علي السيد ،، جاء من خلال تصيرات تجربة الاساس عنده،، النشأة الاولى ومزاولات المعلم والمامات الجهد التجريبي البكر ،،
وكالبناء الصحيح كان اساسه صحيحاً
ولو كان عكساً ماكان يخدم غرضه ولايعطي نتيجة ترضي المتلقي كبُرَ البناء ام صغُر ،،
علي السيد حاصل على معدل من نيرفانا التأمّل التام في منظومات وقته ، ربّى افراده وادواته تربيةً سليمةً ولائقةً ،جرّب وخرْب اكيد محى واستبدل غيّر وصيّرَ ،
وهذا مصار لابد منه ،، شطب تحكيك استبدال الغاء محو وهكذا حتى تتم القناعة الكاملة عن الصورة المحدثة ،،
فهناك مركز رشد لدى المبدع يتحكم بالمبدع ذاته ، ولايحيد عنه مهما ابتعد او عاند ، او تغاضى عن الفكرة ، نعم لابد ان يرجع ولو بعد شهر او اكثر للتصحيح ووضع اللمحة التي المح بها مركز الرشد
اولا ،، وعاندها مثلاً العقل انجراراً وراء لون او ملمسٍ او شيٍ آخر ،،
وهذا يعود الى قوى متّبَعةٍ فزيوجثمانية تحت ، اي في الباطني المنهدم وقت اللحظة الكثيفة ، اللحظة الابداعية التي لاوجود للمبدع بها ك كيان او كتلة ، انما هو شعاع من اثير يتحكم بالوجود معه اذ هما في وحدة استبصار ريثما يكتمل المخلوق


أنا...
............
ها
أنا أجلد ذاتي
فوق سطح الماء
والورد
ليت ليلي يتنهد
ثم يرحل
أفك أزرار النهار
ربما أحضى
بطيف حبيبتي
المعسول والخد
لعبة الامس
طويناها
فتعالي نخطف القبلات عشقاً
من شفاه الجرح
من هوس التهجد
من زحام الليل
أسراب القطا
أغطية دفئ
ودثار
نغفو نصحو نتوحد ...

علي السيد


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

الناقد الاعتباري
حميد العنبر الخويلدي،،،،العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى