- رسالة من د. عبد الحبار العلمي إلى القائمين على جمع وتوثيق أرشيف المجلات العربية في مؤسسة "صخر

إلى الإخوة الكرام الساهرين على أرشيف المجلات العربية
تحية طيبة ، وبعد
أشكركم على تواصلكم وإرساليتكم القيمة المتمثلة في المقالات الثلاث المفيدة للأساتذة الأفاضل : رشيد الخيون وسمير عطية وطالب الرفاعي. إنه حقاً مجهود جبار أتاح ـ كما قال ذ. الخيون ـ للباحثين مجلات عقود خوال ، تعتبر من التحف النادرة للاطلاع عليها والإفادة منها ، وقد كانوا فقط يسمعون بها ، من لدن بعض أساطين أساتذتهم ، أو يصادفون بعض الإشارات إليها في بعض المظان . ولا أخفي عليكم أنني وإن كنت من المتابعين للمجلات العربية الصادرة في عدد من الأقطار العربية ، فإنه لم يتح لي مصادفة الأعداد القديمة من مجلات المقتطف مثلاً أو الهلال أو الرسالة أو الرواية لأحمد حسن الزيات.. كما لا أخفي عليكم أنه لم يتح لي معرفة مؤسس مؤسسة صخر وصاحب الفضل في جمع وتوثيق هذه المجلات النادرة في أرشيف ، إلا بعد اطلاعي على المقالة التعريفية التي كتبها الكاتب الصحافي المرموق سمير عطية ، وبهذه المناسبة يطيب لي أن أزجي لهذا الرجل الكريم المثقف الشهم محمد الشارخ ، الشكر الحار والامتنان الصادق على عمله العلمي الجبار الرائع الذي أغنى المكتبة الإليكترونية بكنز من كنوز العلم والمعرفة والأدب الرفيع الخالد . إن تصفح هذا الأرشيف متعة ومؤانسة ورحلة رائقة تطوف بك في شتى بساتين المعرفة والفكر والأدب بمختلف أجناسه. وتذهب بك لتجالس خيرة الكتاب والأدباء والشعراء المعاصرين عرباً وغربيين ممن كانت تترجم أعمالهم ؛ فتلتقي بطه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم ومحمود تيمور والمازني ويحيى حقي ونجيب محفوظ وإبراهيم ناجي وهيمنجواي وجي دي موباسان وألفرد موسيه وديوستفسكي .. وغيرهم من الفطاحل . ولدى تصفحي لأرشيف المجلات المصرية ، وجدت ضمن مجلة الرواية النصف الشهرية مجموعة من القصص القصيرة لنجيب محفوظ بدأ نشرها منذ أعدادها الأولى سنة 1937 ، وهي من أمتع ما كتب في تلك الفترة من قصص ، وربما بعضها لم ينشره في مجموعتيه الأولى " همس الجنون " و دنيا الله ". لقد استمتعت بقراءة بعضها على نظام " البيدئف " الذيي تم اعتماده في الأرشيف.
كما استمتعت بقراءة بعض قصص المازني الشيقة في مجلة الرسالة ، وكنت قد قرأت بعضها في مرحلة الدراسة الثانوية في كتابه " في الطريق " الصادر في سلسلة " كتاب الهلال " . ناهيك عن مقالات الزيات والعقاد والروايات المسلسلة مثل " يوميات نائب في الأرياف " . إنها رياض فيحاء مليئة بفضاءات النزهة المعرفية والروحية ، وجنان ظليلة تستريح فيها النفس ، وينهل من منابعها الصافية العقل الظامىء . وقد يطول الحديث إذا ما عرجنا على مجلات أخرى ( الأداب ـ الأديب ـ العربي ـ الفكر المعاصرـ مجلة المجلة ـ مجلة المعرفة ـ مجلة أقلام المغربية...)
فألف تحية لكم جميعاً على جهودكم وسعيكم المشكور في نشر الثقافة العربية الأصيلة على نطاق واسع وفي سائر أرجاء العالم من خلال هذه الوسائل التواصلية الحديثة .
أخوكم : عبدالجبار العلمي / المغرب
.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى