حسين عبروس - فـــــــــــــــــــوبـــــــــــــــــــيا...

( 1 )
عشرٌ مررّن على القلب المعذّبِ
مثل السحاب الممطرِ
وبعض اليمام يطيرْ
تَوَزّعنني مثلما شئن
واحتوين قلبي بالأماني
والهوى المستباح في الهجيرْ
ورسمن هذا الوجد المثيرْ
عشرٌ على عشرٍ ونامتْ
أغاني الطفل في الجفن القريرْ
( 2 )
عشرٌ على جسر خوفي أعبر الليل
في صلواتي نحو مجدي البعيدْ
مثلما كنت كانت نخيل الأرض
ترسو في عراجينها كبرياءً
وتهتف يا رياح كُفّي عن هذا الزمهريرْ
عشر ومضينا إلى ركبهنْ
كم تركن لي بقايا لا يبوح القلب في هولها
والقوافل ما انكسرتْ
في العواصف إذْ تجيء متعبةً
في عرسها العربيّ في خضاب السنينْ
لمنْ تراني أغنّي هذا المساء
يا قلبي الحزينْ؟
هل أزفّ الرحيل للرحيلْ؟
هل أسافر في همساتي مثقلا
بالجرح مشرعا بالحنينْ؟
هل أكتب الموت في دفتري الآن
في وطني يا شرق حبّي
يا غروب شوقي الدفينْ؟
في كلّ خطوي ألتقي حتفي الجميل يراقبني
كي أهتدي نحو الطريقْ
هو ظلّ من تُراه بلا ظلّ يفيقْ؟
"ناشدتُ شعري أن يُعزيني فعذّبني "بالحريقْ
وافترقت على فواجعي وعلى حلم قريبٍ
إذا بي أراه وحده الظلّ الرفيقْ
( 3 )
عشر تداويتُ في حُزنهن ما شُفيتُ
وظلّ صوت أحبابي مخنق بالذي أدمى الفؤاد
وما بكيتُ يا وطن الموت والقيد والحلم البعيدْ
في كلّ عام أجيء إلى نفس المكان
أسأله الآن عن شموع كنت أوقدتُهَا
في حدود الليل كي أضيء في عينها
وتظلّ عتمة الأرض واحدة
وأظلّ الوحيد من يسافر في عين الشموعْ
فتحتويه على عجل تلك الفجاج بالدموعْ
ذي رايتي أرفع الآن نصف دمي
على مدارجها لعلّ قلبي يضمّ الكون
في يوم الطلوعْ
فيا رُبى وطني الكبير ما تزال فيكِ
فضاءاتٌ يُنادِمُها خوفٌ وجُوعْ
ويُضَاجِعها سلطانها في خُنوعْ
فعلامَ يكون اللّوم
إن طال الرجوعْ؟
وعلامَ يعزف العربُ
تلك الطبوعْ؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى